الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب في المسح على الخفين

                                                                                                          93 حدثنا هناد حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن همام بن الحارث قال بال جرير بن عبد الله ثم توضأ ومسح على خفيه فقيل له أتفعل هذا قال وما يمنعني وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله قال إبراهيم وكان يعجبهم حديث جرير لأن إسلامه كان بعد نزول المائدة هذا قول إبراهيم يعني كان يعجبهم قال وفي الباب عن عمر وعلي وحذيفة والمغيرة وبلال وسعد وأبي أيوب وسلمان وبريدة وعمرو بن أمية وأنس وسهل بن سعد ويعلى بن مرة وعبادة بن الصامت وأسامة بن شريك وأبي أمامة وجابر وأسامة بن زيد وابن عبادة ويقال ابن عمارة وأبي بن عمارة قال أبو عيسى وحديث جرير حديث حسن صحيح [ ص: 264 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 264 ] ( باب المسح على الخفين ) قال الحافظ في الفتح : نقل ابن المنذر عن ابن المبارك قال : ليس في المسح على الخفين عن الصحابة اختلاف لأن كل من روي عنه منهم إنكاره فقد روي عنه إثباته ، وقال ابن عبد البر : لا أعلم روي عن أحد من فقهاء السلف إنكاره إلا عن مالك مع أن الروايات الصحيحة عنه مصرحة بإثباته ، قال ابن المنذر : اختلف العلماء أيهما أفضل المسح على الخفين أو نزعهما وغسل القدمين ، قال والذي أختاره أن المسح أفضل لأجل من طعن فيه من أهل البدع من الخوارج والروافض ، قال وإحياء ما طعن فيه المخالفون أفضل من تركه . انتهى .

                                                                                                          قوله : ( عن إبراهيم ) هو النخعي ( عن همام بن الحارث ) النخعي الكوفي ، روى عن عمر وعمار وغيرهما ، وعنه إبراهيم النخعي وغيره ، وثقه ابن معين مات سنة 65 خمس وستين كذا في الخلاصة ، قلت هو من رجال الكتب الستة .

                                                                                                          ( بال جرير بن عبد الله ) البجلي الصحابي الشهير في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم بعثه إلى ذي الخلصة فهدمها ، وفيه عنه قال : ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم .

                                                                                                          ( أتفعل هذا ) أي أتمسح على الخفين ( قال وما يمنعني ) أي أي شيء يمنعني عن المسح؟ ( قال وكان يعجبهم حديث جرير ) في رواية البخاري قال إبراهيم فكان يعجبهم وفي رواية لمسلم فكان أصحاب عبد الله بن مسعود يعجبهم ( لأن إسلامه كان بعد نزول المائدة ) معناه أن الله تعالى قال في سورة المائدة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم فلو كان إسلام جرير متقدما على نزول المائدة لاحتمل كون حديثه في مسح الخف منسوخا بآية المائدة ، فلما كان إسلامه متأخرا علمنا أن حديثه يعمل به وهو مبين أن المراد بآية المائدة غير صاحب الخف ، فتكون السنة مخصصة للآية قاله النووي .

                                                                                                          [ ص: 265 ] قوله : ( وفي الباب عن عمر وعلي وحذيفة والمغيرة إلخ ) قال الحافظ الزيلعي : قال ابن عبد البر في كتاب الاستذكار : روى عن النبي صلى الله عليه وسلم المسح على الخفين نحو أربعين من الصحابة ، وفي الإمام قال ابن المنذر روينا عن الحسن أنه قال حدثني سبعون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين ، ثم ذكر الزيلعي من هذه الأحاديث ما تيسر له فإن شئت الاطلاع عليها فارجع إلى تخريجه للهداية .

                                                                                                          قوله : ( حديث جرير حديث حسن صحيح ) أخرجه الأئمة الستة في كتبهم .




                                                                                                          الخدمات العلمية