الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          962 حدثنا هناد حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة عن فرقد السبخي عن سعيد بن جبير عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدهن بالزيت وهو محرم غير المقتت قال أبو عيسى المقتت المطيب قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث فرقد السبخي عن سعيد بن جبير وقد تكلم يحيى بن سعيد في فرقد السبخي وروى عنه الناس

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن فرقد السبخي ) قال في التقريب : فرقد بن يعقوب السبخي بفتح المهملة والموحدة وبخاء معجمة أبو يعقوب البصري صدوق عابد ، لكنه لين الحديث ، كثير الخطأ من الخامسة انتهى ، وقال الذهبي في الميزان : قال أبو حاتم : ليس بقوي ، وقال ابن معين : ثقة ، قال البخاري : في حديثه مناكير ، وقال النسائي : ليس بثقة ، وقال أيضا هو والدارقطني : ضعيف ، وقال يحيى القطان : ما يعجبني الرواية عن فرقد . انتهى ، وقال في ترجمة محمد بن يونس القرشي الشامي نقلا عن ابن حبان : فرقد السبخي ليس بشيء انتهى .

                                                                                                          [ ص: 32 ] قوله : ( غير المفتت ) قال في القاموس : زيت مفتت طبخ فيه الرياحين أو خلط بأدهان طيبة . انتهى ، والحديث يدل على جواز الادهان بالزيت الذي لم يخلط بشيء من الطيب ، لكن الحديث ضعيف ، قال ابن المنذر : أجمع العلماء على أنه يجوز للمحرم أن يأكل الزيت ، والشحم ، والسمن ، والشيرج ، وأن يستعمل ذلك في جميع بدنه سوى رأسه ولحيته ، قال وأجمعوا على أن الطيب لا يجوز استعماله في بدنه ، وفرقوا بين الطيب والزيت في هذا ، كذا في الفتح والنيل ، قلت : ظاهر كلام الحنفية أن الادهان ممنوع عندهم مطلقا ، قال المرغيناني الحنفي في الهداية : ولا يمس طيبا لقوله عليه السلام الحاج الشعث التفل وكذا لا يدهن لما روينا انتهى . قال ابن الهمام : والشعث انتشار الشعر وتغيره لعدم تعهده فأفاد منع الادهان انتهى . قوله : ( هذا حديث غريب إلخ ) ومع كونه غريبا ضعيف ؛ لأن مداره على فرقد السبخي وقد عرفت حاله ، والحديث أخرجه أحمد وابن ماجه أيضا .




                                                                                                          الخدمات العلمية