الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما يقول إذا أدخل الميت القبر

                                                                                                          1046 حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو خالد الأحمر حدثنا الحجاج عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أدخل الميت القبر وقال أبو خالد مرة إذا وضع الميت في لحده قال مرة بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله وقال مرة بسم الله وبالله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه أبو الصديق الناجي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي عن أبي الصديق الناجي عن ابن عمر موقوفا أيضا [ ص: 125 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 125 ] قوله : ( إذا أدخل ) روي مجهولا ومعلوما ( الميت ) بالرفع ، أو النصب ( القبر ) مفعول ثان ( قال ) أي : أبو سعيد الأشج ( وقال أبو خالد إذ وضع الميت في لحده ) يعني : أن أبا خالد قال مرة لفظ إذا وضع الميت في لحده مكان لفظ إذا أدخل الميت القبر ، وقد جاء صريح هذا في رواية ابن ماجه كما ستعرف ( قال مرة بسم الله ) أي : وضعته ، أو وضع ، أو أدخله ( وبالله ) أي : بأمره وحكمه ، أو بعونه وقدرته ( وعلى ملة رسول الله ) أي : على طريقته ودينه ( وقال مرة بسم الله وبالله وعلى سنة رسول الله ) أي : على طريقته وشريعته ، والمراد بملة رسول الله وسنته واحد ، قال الطيبي : قوله أدخل روي معلوما ومجهولا ، والثاني أغلب فعلى المجهول لفظ كان بمعنى الدوام وعلى المعلوم بخلافه ، لما روى أبو داود عن جابر قال رأى ناس نارا في المقبرة فأتوها ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبر ، وهو يقول : " ناولوني صاحبكم " فإذا هو بالرجل الذي يرفع صوته بالذكر قال ميرك : وفيه نظر ؛ لأنه على تقدير المعلوم يحتمل الدوام أيضا ، وعلى تقدير المجهول يحتمل عدمه أيضا كما لا يخفى ، قال القاري : وفيه أن إدخاله عليه الصلاة والسلام الميت بنفسه الأشرف لم يكن دائما ، بل كان نادرا ، لكن قوله بسم الله يمكن أن يكون دائما مع إدخاله وإدخال غيره تأمل . انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) ، وأخرجه أحمد ، وابن ماجه .

                                                                                                          قوله : ( رواه أبو الصديق الناجي عن النبي صلى الله عليه وسلم ) أخرجه أبو داود ( وقد روي عن أبي [ ص: 126 ] الصديق موقوفا أيضا ) قالا المنذري ، وأخرجه النسائي مسندا وموقوفا ، وفي الباب أحاديث أخرى ذكرها الحافظ في التلخيص والزيلعي في نصب الراية

                                                                                                          تنبيه :

                                                                                                          اعلم أن الترمذي رحمه الله روى حديث الباب بالإجمال ، وقد رواه ابن ماجه بالإيضاح فقال : حدثنا هشام بن عمار حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا ليث بن أبي سليم عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وحدثنا عبد الله بن سعيد حدثنا أبو خالد الأحمر حدثنا الحجاج عن نافع عن ابن عمر ، قال كان النبي إذا أدخل الميت القبر قال : بسم الله وعلى ملة رسول الله ، وقال أبو خالد مرة إذا وضع الميت في لحده قال : بسم الله وعلى سنة رسول الله ، وقال هشام في حديثه بسم الله ، وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله



                                                                                                          الخدمات العلمية