الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1059 حدثنا يحيى بن موسى وهارون بن عبد الله البزاز قالا حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا داود بن أبي الفرات حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود الديلي قال قدمت المدينة فجلست إلى عمر بن الخطاب فمروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال عمر وجبت فقلت لعمر وما وجبت قال أقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يشهد له ثلاثة إلا وجبت له الجنة قال قلنا واثنان قال واثنان قال ولم نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الواحد قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وأبو الأسود الديلي اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( ما من مسلم يشهد له ثلاثة إلا وجبت له الجنة ) قال الداودي : المعتبر في ذلك شهادة أهل الفضل والصدق لا الفسقة ؛ لأنهم قد يثنون على من يكون مثلهم ، ولا من بينه وبين الميت عداوة ؛ لأن شهادة العدو لا تقبل ، قال النووي : قال بعضهم معنى الحديث أن الثناء بالخير لمن أثنى عليه أهل الفضل ، وكان ذلك مطابقا للواقع ، فهو من أهل الجنة . فإن كان غير مطابق فلا ، وكذا عكسه ، قال : والصحيح أنه على عمومه ، وأن من مات منهم فألهم الله تعالى الناس الثناء عليه بخير ، كان دليلا على أنه من أهل الجنة ، سواء كانت أفعاله تقتضي ذلك أم لا ، فإن الأعمال داخلة تحت المشيئة وهذا إلهام يستدل به على تعيينها ، وبهذا تظهر فائدة الثناء . انتهى ، قال الحافظ ابن حجر وهذا في جانب الخير واضح ، ويؤيده ما رواه أحمد ، وابن حبان ، والحاكم عن أنس مرفوعا : ما من مسلم يموت فيشهد له أربعة من جيرانه الأدنين أنهم لا يعلمون منه إلا خيرا ، إلا قال الله تعالى : قد قبلت قولكم ، وغفرت له ما لا تعلمون وأما جانب الشر ، فظاهر الحديث كذلك . لكن إنما يقع ذلك في حق من غلب شره على خيره ، وقد وقع في رواية النضر بن أنس عن أبيه عند الحاكم إن لله ملائكة تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشر . انتهى ( قلنا واثنان ) أي : فحكم اثنين ( قال واثنان ) أي : وكذلك اثنان ، وقيل هو عطف تلقين ( ولم نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الواحد ) قيل الحكمة في الاقتصار على الاثنين ؛ لأنهما نصاب الشهادة غالبا ، وقال الزين بن المنير : إنما لم يسأل عمر عن الواحد استبعادا منه أن يكتفى في مثل هذا المقام العظيم بأقل من النصاب .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) ، وأخرجه البخاري .




                                                                                                          الخدمات العلمية