الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1089 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا عيسى بن ميمون الأنصاري عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلنوا هذا النكاح واجعلوه في المساجد واضربوا عليه بالدفوف قال أبو عيسى هذا حديث غريب حسن في هذا الباب وعيسى بن ميمون الأنصاري يضعف في الحديث وعيسى بن ميمون الذي يروي عن ابن أبي نجيح التفسير هو ثقة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أعلنوا هذا النكاح ) أي : بالبينة فالأمر للوجوب ، أو بالإظهار والاشتهار فالأمر للاستحباب كما في قوله ( واجعلوه في المساجد ) وهو إما ؛ لأنه أدعى للإعلان ، أو لحصول بركة المكان ( واضربوا عليه ) أي : على النكاح ( بالدفوف ) لكن خارج المسجد ، وقال الفقهاء : المراد بالدف ما لا جلاجل له ، كذا ذكره ابن الهمام قال الحافظ : واستدل بقوله " واضربوا " على أن ذلك لا يختص بالنساء لكنه ضعيف ، والأحاديث القوية فيها الإذن في ذلك للنساء فلا يلتحق بهن الرجال لعموم النهي عن التشبه بهن . انتهى .

                                                                                                          قلت : وكذلك الغناء المباح في العرس مختص بالنساء فلا يجوز للرجال . قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) كذا في النسخ الحاضرة وأورد هذا الحديث الشيخ ولي الدين في المشكاة ، وقال رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث غريب ولم يذكر لفظ حسن ، وكذلك أورد الشوكاني هذا الحديث في النيل ، وقال : قال الترمذي هذا حديث غريب ولم يذكر هو أيضا لفظ ( حسن ) ، فالظاهر أن النسخة التي كانت عند صاحب المشكاة وعند الشوكاني هي الصحيحة ، ويدل على صحتها تضعيف الترمذي عيسى بن ميمون أحد رواة هذا الحديث ، وقد صرح الحافظ في الفتح بضعف هذا الحديث ، والله تعالى أعلم ، وأخرج ابن ماجه هذا الحديث بلفظ أعلنوا هذا النكاح واضربوا عليه بالغربال ، وفي سنده خالد بن إلياس ، وهو متروك ، وأخرجه من حديث عبد الله بن الزبير أحمد ، وصححه ابن حبان والحاكم بلفظ : أعلنوا النكاح ، وليس فيه : واضربوا عليه بالدفوف . قوله : ( وعيسى بن ميمون الأنصاري يضعف في الحديث ) عيسى بن ميمون هذا هو مولى القاسم بن محمد يعرف بالواسطي ، قال البخاري : منكر الحديث ، وقال ابن حبان يروي أحاديث كلها موضوعات ( وعيسى بن ميمون الذي يروي عن أبي نجيح التفسير هو ثقة ) قال الحافظ في تهذيب التهذيب : عيسى بن ميمون الجرشي المكي أبو موسى المعروف بابن داية ، وهو صاحب التفسير ، وروى عن مجاهد وابن أبي نجيح ، وعنه السفيانان ، وغيرهما ، قال الدوري عن ابن معين ليس به بأس ، وقال ابن المديني ثقة كان سفيان يقدمه على ورقاء ، وقال الساجي ثقة ، ووثقه أيضا الترمذي وأبو أحمد الحاكم والدارقطني ، وغيرهم [ ص: 179 ] . انتهى مختصرا .




                                                                                                          الخدمات العلمية