الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في كراهية إتيان النساء في أدبارهن

                                                                                                          1164 حدثنا أحمد بن منيع وهناد قالا حدثنا أبو معاوية عن عاصم الأحول عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام عن علي بن طلق قال أتى أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله الرجل منا يكون في الفلاة فتكون منه الرويحة ويكون في الماء قلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فسا أحدكم فليتوضأ ولا تأتوا النساء في أعجازهن فإن الله لا يستحيي من الحق قال وفي الباب عن عمر وخزيمة بن ثابت وابن عباس وأبي هريرة قال أبو عيسى حديث علي بن طلق حديث حسن وسمعت محمدا يقول لا أعرف لعلي بن طلق عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث الواحد ولا أعرف هذا الحديث من حديث طلق بن علي السحيمي وكأنه رأى أن هذا رجل آخر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وروى وكيع هذا الحديث

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن عيسى بن حطان ) بكسر المهملة وتشديد المهملة الرقاشي مقبول من الثالثة ، كذا في التقريب ، وقال في الخلاصة : وثقه ابن حبان ( عن مسلم بن سلام ) بفتح السين وبتشديد اللام قال في التقريب مقبول ، وقال في الخلاصة وثقه ابن حبان ( عن علي بن طلق ) قال في الخلاصة علي بن طلق بن المنذر الحنفي السحيمي اليمامي صحابي له ثلاثة أحاديث وعنه مسلم بن سلام ( في الفلاة ) قال في القاموس الفلاة القفر ، أو المفازة لا ماء فيها ، أو الصحراء الواسعة جمع فلاة وفلوات وفلو وفلي وفلي ( فتكون منه الرويحة ) تصغير الرائحة غرض السائل أنه ينبغي أن لا ينقض الوضوء بهذا القدر ( إذا فسا أحدكم ) أي : خرج الريح التي لا صوت له من أسفل الإنسان قاله القاري ، قال في القاموس : فسا فسوا وفساء مشهور أخرج ريحا من مفساه بلا صوت ( فليتوضأ ) وفي رواية أبي داود : إذا فسا أحدكم في الصلاة فلينصرف فليتوضأ وليعد الصلاة ( ولا تأتوا النساء في [ ص: 275 ] أعجازهن ) جمع عجز بفتح العين وضم الجيم على المشهور مؤخر الشيء ، والمراد الدبر ، ووجه المناسبة بين الجملتين أنه لما ذكر الفساء الذي يخرج من الدبر ويزيل الطهارة والتقرب إلى الله ذكر ما هو أغلظ منه في رفع الطهارة زجرا وتشديدا ، كذا في اللمعات .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن عمر ) لم أقف على حديثه ( وخزيمة بن ثابت ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن أخرجه أحمد ، والترمذي ، وابن ماجه ( وابن عباس ) أخرجه الترمذي في هذا الباب ( وأبي هريرة ) أخرجه أحمد ، وأبو داود مرفوعا بلفظ ملعون من أتى امرأة في دبرها قوله : ( حديث علي بن طلق حديث حسن ) وأخرجه أبو داود وسكت عنه ونقل المنذري تحسين الترمذي وأقره ، وصححه ابن حبان قوله : ( ولا أعرف هذا الحديث من حديث طلق بن علي السحيمي ) كذا وقع في النسخ الحاضرة : طلق بن علي السحيمي ، وقد ذكر الحافظ ابن حجر عبارة الترمذي هذه في تهذيب التهذيب : وفيه علي بن طلق السحيمي ، وهو الظاهر عندي ، والله تعالى أعلم ، قال الحافظ : في هذا الكتاب علي بن طلق بن المنذر بن قيس بن عمرو بن عبد العزى بن سحيم نسبه خليفة بن خياط الحنفي اليمامي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء من الريح وغير ذلك ، وعنه مسلم بن سلام قال الترمذي سمعت محمدا يقول : لا أعرف لعلي بن طلق غير هذا الحديث ، ولا أعرف هذا من حديث علي بن طلق السحيمي ، قال الترمذي : فكأنه رأى أن هذا رجل آخر ، وقال ابن عبد البر : السحيمي : أظنه والد طلق بن علي . قلت : هو ظن قوي ؛ لأن النسب الذي ذكره خليفة هنا هو النسب المتقدم في ترجمة طلق بن علي من غير مخالفة وجزم به العسكري . انتهت عبارة تهذيب التهذيب بلفظها ( وكأنه ) أي : كأن الإمام البخاري وهذا مقولة الترمذي . قوله : ( وروى وكيع هذا الحديث ) أي : حديث علي بن طلق المذكور وذكره الترمذي بقوله : حدثنا قتيبة وغير واحد إلخ .




                                                                                                          الخدمات العلمية