الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1723 حدثنا أبو عمار حدثنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو حدثنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال قدم أنس بن مالك فأتيته فقال من أنت فقلت أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال فبكى وقال إنك لشبيه بسعد وإن سعدا كان من أعظم الناس وأطولهم وإنه بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم جبة من ديباج منسوج فيها الذهب فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعد المنبر فقام أو قعد فجعل الناس يلمسونها فقالوا ما رأينا كاليوم ثوبا قط فقال أتعجبون من هذه لمناديل سعد في الجنة خير مما ترون قال أبو عيسى وفي الباب عن أسماء بنت أبي بكر وهذا حديث حسن صحيح [ ص: 317 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 317 ] قوله : ( حدثنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ ) الأنصاري الأشهلي أبو عبد الله المدني ثقة من الرابعة .

                                                                                                          قوله : ( فبكى ) أي أنس ( وقال إنك لشبيه بسعد ) أي سعد بن معاذ ( وإن سعدا ) أي ابن معاذ ( كان من أعظم الناس ) أي رتبة ( وأطول ) أي جسما ( وإنه بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم جبة من ديباج منسوج فيها الذهب ) الضمير في أنه للشأن ، وبعث بصيغة المجهول ، وجبة بالرفع نائب للفاعل ، ومنسوج بالرفع على أنه صفة لجبة ، والذي بعثها هو أكيدر دومة كما يدل عليه رواية أحمد ، فإنه روى في مسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن أكيدر دومة أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم جبة سندس أو ديباج قبل أن ينهى عن الحرير فلبسها ، فتعجب الناس منها ، فقال : " والذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن منها " ( فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم ) كان هذا قبل النهي عن الحرير كما في رواية أحمد المذكورة ( فقام أو قعد ) شك من الراوي ، أي قام على المنبر أو جلس عليه ( لمناديل سعد ) جمع منديل بكسر الميم ما يحمل في اليد للوسخ والامتهان ( خير مما ترون ) يعني الجبة ، أشار به إلى عظيم رتبته أي أدنى ثياب سعد بن معاذ الأوسي خير من هذه الجبة ، وخصه لكون منديله كان من جنس ذلك الثوب لونا أو كان الحال يقتضي استمالة قلبه ، أو كان يحب ذلك الجنس ، أو كان اللامسون المتعجبون من الأنصار كذا في المجمع .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن أسماء بنت أبي بكر ) أخرجه مسلم بلفظ : أنها أخرجت جبة طيالسة [ ص: 318 ] كسروانية لها لبنة ديباج وفرجيها مكفوفين بالديباج وقالت هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت عند عائشة ، فلما قبضت قبضتها ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها فنحن نغسلها للمرضى نستشفي بها .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد والنسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية