الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب العمائم على القلانس

                                                                                                          1784 حدثنا قتيبة حدثنا محمد بن ربيعة عن أبي الحسن العسقلاني عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة عن أبيه أن ركانة صارع النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم قال ركانة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس قال أبو عيسى هذا حديث غريب وإسناده ليس بالقائم ولا نعرف أبا الحسن العسقلاني ولا ابن ركانة [ ص: 393 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 393 ] قوله : ( عن أبي الحسن العسقلاني ) قال في التقريب : مجهول ( عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة ) قال في التقريب : مجهول ( أن ركانة ) بضم أوله وتخفيف الكاف ابن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي من مسلمة الفتح ثم نزل المدينة ومات في أول خلافة معاوية ( صارع النبي صلى الله عليه وسلم ) قال في الصراح : مصارعه كشتى كرفتن ، يقال صارعته فصرعته أصرعه صرعا بالفتح لتميم وبالكسر لقيس ( فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم ) أي غلبه في المصارعة وطرحه على الأرض ( إن فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس ) جمع قلنسوة أي الفارق بيننا معشر المسلمين وبين المشركين لبس العمائم فوق القلانس ، فنحن نتعمم على القلانس وهم يكتفون بالعمائم ذكره الطيبي وغيره من الشراح ، وتبعهما ابن الملك كذا في المرقاة . وقال العزيزي : فالمسلمون يلبسون القلنسوة وفوقها العمامة ، ولبس القلنسوة وحدها زي المشركين انتهى . وكذا نقل الجزري عن بعض العلماء ، وبه صرح القاضي أبو بكر في شرح الترمذي . وقاله ابن القيم في زاد المعاد : وكان يلبسها يعني العمامة ويلبس تحتها القلنسوة ، وكان يلبس القلنسوة بغير عمامة ، ويلبس العمامة بغير قلنسوة انتهى . وفي الجامع الصغير برواية الطبراني عن ابن عمر قال : كان يلبس قلنسوة بيضاء ، قال العزيزي : إسناده حسن ، وفيه برواية الروياني وابن عساكر عن ابن عباس : كان يلبس القلانس تحت العمائم وبغير العمائم ، ويلبس العمائم بغير قلانس ، وكان يلبس القلانس اليمانية ، وهن البيض المضربة ويلبس القلانس ذوات الآذان في الحرب ، وكان ربما نزع قلنسوته فجعلها سترة بين يديه وهو يصلي الحديث .

                                                                                                          قلت لم أقف على إسناد رواية ابن عباس هذه ، فلا أدري هل هي صالحة للاحتجاج أم لا .

                                                                                                          [ ص: 394 ] قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه أبو داود ( وإسناده ليس بالقائم إلخ ) فيه ثلاثة مجاهيل كما عرفت .




                                                                                                          الخدمات العلمية