الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في كراهية الأكل من وسط الطعام

                                                                                                          1805 حدثنا أبو رجاء حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال البركة تنزل وسط الطعام فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح إنما يعرف من حديث عطاء بن السائب وقد رواه شعبة والثوري عن عطاء بن السائب وفي الباب عن ابن عمر [ ص: 427 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 427 ] قوله : ( حدثنا أبو رجاء ) لم يظهر لي أن أبا رجاء هذا من هو وما اسمه ( حدثنا جرير ) هو ابن عبد الحميد ( عن سعيد بن جبير ) بمضمومة فمفتوحة وسكون ياء الأسدي مولاهم الكوفي ثقة ثبت فقيه من الثالثة ، وروايته عن عائشة وأبي موسى ونحوهما مرسلة ، قتل بين يدي الحجاج سنة خمس وتسعين ولم يكمل الخمسين ، كذا في التقريب .

                                                                                                          قوله ( إن البركة تنزل وسط الطعام ) بسكون السين ويفتح ، والوسط أعدل المواضع فكان أحق بنزول البركة فيه ( فكلوا من حافتيه ) أي جانبيه . قال في القاموس : حافتا الوادي وغيره جانباه والجمع حافات انتهى . وليس المراد هنا خصوص التثنية ، ففي المشكاة أنه أتي بقصعة من ثريد ، فقال : " كلوا من جوانبها " ، وفي الجامع الصغير للسيوطي : ( فكلوا من حافاته ) ، وفي رواية ابن ماجه " فخذوا من حافته " ( ولا تأكلوا من وسطه ) فيه مشروعية الأكل من جوانب الطعام قبل وسطه . قال الرافعي وغيره : يكره أن يأكل من أعلى الثريد ووسط القصعة ، وأن يأكل مما يلي أكيله ولا بأس بذلك في الفواكه ، وتعقبه الإسنوي بأن الشافعي نص على التحريم فإن لفظه في الأم : فإن أكل مما لا يليه أو من رأس الطعام أثم بالفعل الذي فعله إذا كان عالما . واستدل بالنهي عن النبي صلى الله عليه وسلم وأشار إلى هذا الحديث . قال الغزالي : وكذا لا يأكل من وسط الرغيف بل من استدارته إلا إذا قل الخبز فليكسر الخبز ، والعلة في ذلك ما في الحديث من كون البركة تنزل في وسط الطعام ، كذا في النيل .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه والدارمي وابن حبان في صحيحه والحاكم .

                                                                                                          [ ص: 428 ] قوله : ( وفي الباب عن ابن عمر ) لينظر من أخرجه .




                                                                                                          الخدمات العلمية