الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1977 حدثنا محمد بن يحيى الأزدي البصري حدثنا محمد بن سابق عن إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وقد روي عن عبد الله من غير هذا الوجه [ ص: 95 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 95 ] قوله : ( حدثنا محمد بن يحيى الأزدي البصري ) قال في التقريب : محمد بن يحيى بن عبد الكريم بن نافع الأزدي البصري نزيل بغداد ثقة من كبار الحادية عشرة ( حدثنا محمد بن سابق ) التميمي أبو جعفر أو أبو سعيد البزار الكوفي نزيل بغداد صدوق من كبار العاشرة .

                                                                                                          قوله : ( ليس المؤمن ) أي الكامل ( بالطعان ) أي عيابا الناس ( ولا اللعان ) ولعل اختيار صيغة المبالغة فيها لأن الكامل قل أن يخلو عن المنقصة بالكلية ( ولا الفاحش ) أي فاعل الفحش أو قائله ، وفي النهاية : أي من له الفحش في كلامه وفعاله ، قيل أي الشاتم ، والظاهر أن المراد به الشتم القبيح الذي يقبح ذكره ( ولا البذي ) قال القاري : بفتح موحدة وكسر ذال معجمة وتشديد تحتية وفي نسخة يعني من المشكاة بسكونها وهمزة بعدها وهو الذي لا حياء له كما قاله بعض الشراح ، وفي النهاية : البذاء بالمد الفحش في القول وهو بذي اللسان وقد يقال بالهمز وليس بكثير انتهى ، قال القاري فعلى هذا يخص الفاحش بالفعل لئلا يلزم التكرار أو يحمل على العموم ، والثاني يكون تخصيصا بعد تعميم لزيادة الاهتمام به لأنه متعد ، وقد يقال عطف تفسير ولا زائدة انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أحمد والبخاري في تاريخه وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه والبيهقي في شعب الإيمان ، قال ميرك : ورجاله رجال الصحيحين سوى محمد بن يحيى شيخ الترمذي وثقه ابن حبان والدارقطني .




                                                                                                          الخدمات العلمية