الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب التداوي بالرماد

                                                                                                          2085 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن أبي حازم قال سئل سهل بن سعد وأنا أسمع بأي شيء دووي جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما بقي أحد أعلم به مني كان علي يأتي بالماء في ترسه وفاطمة تغسل عنه الدم وأحرق له حصير فحشا به جرحه قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( باب التداوي بالرماد ) سقط هذا الباب من بعض النسخ .

                                                                                                          قوله : ( عن أبي حازم ) اسمه سلمة بن دينار .

                                                                                                          قوله : ( دووي ) بصيغة المجهول من المداواة ( فحشي ) بصيغة المجهول من باب نصر ( به جرحه ) أي أدخل في جرحه ، والحديث رواه الترمذي هكذا مختصرا وروى البخاري في كتاب الجهاد عن أبي حازم أنه سمع سهل بن سعد وهو يسأل عن جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أما والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن كان يسكب الماء وبما دووي ، قال : كانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسله وعلي يسكب الماء بالمجن ، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة من حصير فأحرقتها فألصقتها فاستمسك الدم ، وكسرت رباعيته يومئذ وجرح وجهه وكسرت البيضة على رأسه ، قال ابن بطال : قد زعم أهل الطب أن الحصير كلها إذا أحرقت تبطل زيادة الدم بل الرماد كله كذلك لأن الرماد من شأنه القبض ، ولهذا ترجم الترمذي لهذا الحديث التداوي بالرماد ، وقال المهلب : فيه أن قطع الدم بالرماد كان معلوما عندهم لا سيما إن [ ص: 219 ] كان الحصير من دبس السعد فهي معلومة بالقبض وطيب الرائحة ، فالقبض بسد أفواه الجرح ، وطيب الرائحة يذهب بزهم الدم ، وأما غسل الدم أولا فينبغي أن يكون إذا كان الجرح غير غائر ، وأما لو كان غائرا فلا يؤمن معه ضرر الماء إذا صب فيه ، وقال الموفق عبد اللطيف : الرماد فيه تجفيف ، وقلة لذع ، والمجفف إذا كان فيه قوة لذع ربما هيج الدم وجلب الورم ، ووقع عند ابن ماجه من وجه آخر عن سهل بن سعد أحرقت له حين لم يرقأ قطعة حصير خلق فوضعت رماده عليه فرقئ الكلم .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان وغيرهما .




                                                                                                          الخدمات العلمية