الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2184 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي إدريس المرهبي عن مسلم بن صفوان عن صفية قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت حتى يغزو جيش حتى إذا كانوا بالبيداء أو ببيداء من الأرض خسف بأولهم وآخرهم ولم ينج أوسطهم قلت يا رسول الله فمن كره منهم قال يبعثهم الله على ما في أنفسهم قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن سلمة بن كهيل ) الحضرمي أبي يحيى الكوفي ثقة من الرابعة ( عن أبي إدريس [ ص: 347 ] المرهبي ) بضم أوله وكسر الهاء بعدها موحدة الكوفي ، اسمه سوار أو مساور صدوق يتشيع من الرابعة ( عن مسلم بن صفوان ) مجهول من الثالثة كذا في التقريب ، وقال في هامش الخلاصة نقلا عن التهذيب : وثقه ابن حبان .

                                                                                                          قوله : ( حتى إذا كانوا بالبيداء ) بفتح الموحدة وسكون التحتية ( أو ببيداء من الأرض ) شك من الراوي وفي حديث حفصة عند مسلم : حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض من غير شك .

                                                                                                          قال النووي قال العلماء : البيداء كل أرض ملساء لا شيء بها ( خسف بأولهم وآخرهم ولم ينج أوسطهم ) أي يقع الهلاك في الدنيا على جميعهم ( فمن كره منهم قال يبعثهم الله على ما في أنفسهم ) وفي حديث أم سلمة عند مسلم : فكيف بمن كان كارها ؟ قال يخسف به معهم ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته ، قال النووي أي يبعثون مختلفين على قدر نياتهم فيجازون بحسبها ، وفي هذا الحديث من الفقه التباعد من أهل الظلم ، والتحذير من مجالستهم ومجالسة البغاة ونحوهم من المبطلين ، لئلا يناله ما يعاقبون به وفيه أن من كثر سواد قوم جرى عليهم حكمهم في ظاهر عقوبات الدنيا انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد وابن ماجه ، قال الحافظ في تهذيب التهذيب في ترجمة مسلم بن صفوان : روى عن صفية بنت حيي عن النبي صلى الله عليه وسلم : لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت ، وروى عنه أبو إدريس المرهبي ، صحح الترمذي حديثه ، قال الحافظ وهو معلول انتهى .

                                                                                                          قلت : لم يذكر وجه كونه معلولا ، فإن كان وجهه جهالة مسلم بن صفوان ، فقد عرفت أن ابن حبان وثقه والله تعالى أعلم .




                                                                                                          الخدمات العلمية