الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2301 حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا بشر بن المفضل عن الجريري عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بأكبر الكبائر قالوا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور أو قول الزور قال فما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها حتى قلنا ليته سكت قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وفي الباب عن عبد الله بن عمرو

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن الجريري ) بضم الجيم هو سعيد بن إلياس أبو مسعود البصري ، ثقة من الخامسة ، اختلط قبل موته بثلاث سنين ( عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ) بن الحارث الثقفي . من الثانية ( عن أبيه ) أي أبي بكرة واسمه نفيع بن الحارس بن كلدة بفتحتين بن عمرو الثقفي ، صحابي مشهور بكنيته ، وقيل اسمه مسروح بمهملات ، أسلم بالطائف ثم نزل البصرة .

                                                                                                          قوله : ( قال الإشراك بالله ) هو جعل أحد شريكا للآخر والمراد هاهنا اتخاذ إله غير الله وأراد به الكفر ، واختار لفظ الإشراك لأنه كان غالبا في العرب ( وعقوق الوالدين ) أي قطع صلتهما مأخوذ من العق وهو الشق والقطع ، والمراد عقوق أحدهما ، قيل هو إيذاء لا يتحمل مثله من الولد عادة ، وقيل عقوقهما مخالفة أمرهما فيما لم يكن معصية وفي معناهما الأجداد والجدات ثم اقترانه بالإشراك لما بينهما من المناسبة ، إذ في كل قطع حقوق السبب في الإيجاد والإمداد إن كان ذلك لله حقيقة وللوالدين صورة ، ونظيره قوله تعالى : { واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا } وقوله عز وجل { أن اشكر لي ولوالديك } ( وشهادة الزور ) أي الكذب وسمي زورا [ ص: 481 ] لميلانه عن جهة الحق ( وقول الزور ) شك من الراوي ( حتى قلنا ليته سكت ) أي شفقة وكراهية لما يزعجه . وفيه ما كانوا عليه من كثرة الأدب معه صلى الله عليه وسلم ، والمحبة له والشفقة عليه ، وتقدم هذا الحديث في باب عقوق الوالدين من أبواب البر والصلة .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث صحيح ) وأخرجه البخاري والنسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية