الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في تقارب الزمان وقصر الأمل

                                                                                                          2332 حدثنا عباس بن محمد الدوري حدثنا خالد بن مخلد حدثنا عبد الله بن عمر العمري عن سعد بن سعيد الأنصاري عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة كالضرمة بالنار قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه وسعد بن سعيد هو أخو يحيى بن سعيد

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا خالد بن مخلد ) القطواني بفتح القاف والطاء أبو الهيثم البجلي مولاهم الكوفي صدوق يتشيع وله أفراد من كبار العاشرة ، روى عن سليمان بن بلال وعبد الله بن عمر العمري وغيرهما ( أخبرنا عبد الله بن عمر ) هو العمري ( عن سعد بن سعيد الأنصاري ) هو أخو يحيى صدوق سيء الحفظ من الرابعة .

                                                                                                          قوله : ( لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان ) قال التوربشتي رحمه الله يحمل ذلك على قلة بركة الزمان وذهاب فائدته في كل مكان أو على أن الناس لكثرة اهتمامهم بما دهمهم من النوازل والشدائد وشغل قلبهم بالفتن العظام لا يدرون كيف تنقضي أيامهم ولياليهم ( والشهر ) أي ويكون الشهر ( كالجمعة ) بضم الميم ويسكن والمراد به الأسبوع ( وتكون الجمعة كاليوم ) أي كالنهار ( ويكون اليوم كالساعة ) أي العرفية النجومية وهي جزء من أجزاء القسمة الاثنتي عشرية في اعتدال الأزمنة الصيفية والشتائية ، قاله القاري وفيه ما فيه .

                                                                                                          ( وتكون الساعة كالضرمة ) بفتح الضاد وسكون الراء ويفتح أي مثلها في سرعة ابتدائها وانقضائها ، قال القاضي رحمه الله أي كزمان إيقاد الضرمة وهي ما يوقد به النار أولا كالقصب والكبريت ، وفي القاموس : الضرمة محركة السعفة أو الشيحة في طرفها نار ، وفي الأزهار : الضرمة بفتح المعجمة وسكون الراء غصن النخل والشيحة نبت في طرفها نار فإنها إذ اشتعلت تحرق سريعا ، انتهى ، فالمراد بها الساعة اللغوية ، وهي أدنى ما يطلق عليه اسم الزمان من اللمحة واللحظة والطرفة ، قال الخطابي : ويكون ذلك في زمن [ ص: 515 ] المهدي أو عيسى عليهما الصلاة والسلام أو كليهما ، قال القاري : والأخير هو الأظهر لظهور هذا الأمر في خروج الدجال وهو زمانهما .




                                                                                                          الخدمات العلمية