الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2387 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا يحيى بن آدم حدثنا سفيان عن عاصم عن زر بن حبيش عن صفوان بن عسال قال جاء أعرابي جهوري الصوت قال يا محمد الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح حدثنا أحمد بن عبدة الضبي حدثنا حماد بن زيد عن عاصم عن زر عن صفوان بن عسال عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث محمود

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن صفوان بن عسال ) بمهملتين المرادي صحابي معروف نزل الكوفة .

                                                                                                          قوله : ( جاء أعرابي جهوري الصوت ) أي شديد الصوت وعاليه ، منسوب إلى جهور بصوته ( ولما يلحق هو بهم ) قال الحافظ : هي أبلغ فإن النفي بلما أبلغ من النفي بلم فيؤخذ منه [ ص: 53 ] أن الحكم ثابت ولو بعد اللحاق . ووقع في حديث أنس عند مسلم : ولم يلحق بعملهم . وفي حديث أبي ذر عند أبي داود وغيره : ولا يستطيع أن يعمل بعملهم . وفي بعض طرق حديث صفوان بن عسال عند أبي نعيم : ولم يعمل بمثل عملهم وهو يفسر المراد ، انتهى ( المرء مع من أحب ) يعني من أحب قوما بالإخلاص يكون من زمرتهم وإن لم يعمل عملهم لثبوت التقارب بين قلوبهم ، وربما تؤدي تلك المحبة إلى موافقتهم ، وفيه حث على محبة الصلحاء والأخيار رجاء اللحاق بهم والخلاص من النار .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث صحيح ) وأخرجه النسائي وصححه ابن خزيمة .




                                                                                                          الخدمات العلمية