الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2416 حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا حصين بن نمير أبو محصن حدثنا حسين بن قيس الرحبي حدثنا عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزول قدم ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبلاه وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وماذا عمل فيما علم قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من حديث الحسين بن قيس وحسين بن قيس يضعف في الحديث من قبل حفظه وفي الباب عن أبي برزة وأبي سعيد

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا حصين بن نمير أبو محصن ) الواسطي الضرير كوفي الأصل لا بأس به رمي بالنصب ، من الثامنة ( أخبرنا حسين بن قيس الرحبي ) أبو علي الواسطي لقبه حنش بفتح المهملة والنون ثم معجمة ، متروك ، من السادسة .

                                                                                                          [ ص: 85 ] قوله : ( حتى يسأل عن خمس ) قال الطيبي -رحمه الله- أنثه بتأويل الخصال ( عن عمره ) بضمتين ويسكن الميم أي عن مدة أجله ( فيما أفناه ) أي صرفه ( وعن شبابه ) أي قوته في وسط عمره ( فيما أبلاه ) أي ضيعه ، وفيه تخصيص بعد تعميم وإشارة إلى المسامحة في طرفيه من حال صغره وكبره . وقال الطيبي فإن قلت : هذا داخل في الخصلة الأولى فما وجهه ؟ قلت : المراد سؤاله عن قوته وزمانه الذي يتمكن منه على أقوى العبادة ( وعن ماله من أين اكتسبه ) أي أمن حرام أو حلال ؟ ( وفيما أنفقه ) أي في طاعة أو معصية ( وماذا عمل فيما علم ) قال القاري : لعل العدول عن الأسلوب للتفنن في العبارة المؤدية للمطلوب . وقال الطيبي : إنما غير السؤال في الخصلة الخامسة حيث لم يقل : وعن عمله ماذا عمل به . لأنها أهم شيء وأولاه وفيه إيذان بأن العلم مقدمة العمل وهو لا يعتد به لولا العمل ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب ) وضعيف ؛ لأن في سنده حسين بن قيس وهو متروك كما عرفت وضعفه الترمذي أيضا .

                                                                                                          قوله : ( وفي الباب عن أبي برزة وأبي سعيد ) أما حديث أبي برزة فأخرجه الترمذي في هذا الباب . وأما حديث أبي سعيد فأخرجه البيهقي في كتاب البعث والنشور كذا في المشكاة .




                                                                                                          الخدمات العلمية