الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2560 حدثنا أبو كريب حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما خلق الله الجنة والنار أرسل جبريل إلى الجنة فقال انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها قال فجاءها ونظر إليها وإلى ما أعد الله لأهلها فيها قال فرجع إليه قال فوعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها فأمر بها فحفت بالمكاره فقال ارجع إليها فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها قال فرجع إليها فإذا هي قد حفت بالمكاره فرجع إليه فقال وعزتك لقد خفت أن لا يدخلها أحد قال اذهب إلى النار فانظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها فإذا هي يركب بعضها بعضا فرجع إليه فقال وعزتك لا يسمع بها أحد فيدخلها فأمر بها فحفت بالشهوات فقال ارجع إليها فرجع إليها فقال وعزتك لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح [ ص: 237 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 237 ] قوله : ( انظر إليها وإلى ما أعددت لأهلها فيها ) أي ما هيأت فيها لعبادي الصالحين ( قال ) أي جبرائيل ( فوعزتك ) الواو للقسم ( لا يسمع بها أحد إلا دخلها ) أي طمع في دخولها ، وجاهد في حصولها ، ولا يهتم إلا بشأنها لحسنها وبهجتها ( فحفت ) أي أحيطت ( بالمكاره ) جمع كره وهو المشقة والشدة على غير قياس ، والمراد بها التكاليف الشرعية التي هي مكروهة على النفوس الإنسانية ، وهذا يدل على أن المعاني لها صور حسية في تلك المباني ( فانظر إلى ما أعددت لأهلها فيها ) أي ثانيا لما تجدد من الزيادة عليها باعتبار حواليها ( لقد خفت أن لا يدخلها أحد ) أي لوجود المكاره من التكاليف الشاقة ، ومخالفة النفس وكسر الشهوات ( لا يسمع بها أحد فيدخلها ) أي لا يسمع بها أحد إلا فزع منها واحترز فلا يدخلها ( لقد خشيت أن لا ينجو منها أحد إلا دخلها ) وفي رواية أبي داود : لقد خشيت أن لا يبقى أحد إلا دخلها ، ومعناها ظاهر . وأما رواية الكتاب فلا يظهر معناها إلا أن يجعل " إلا " بمعنى " بل " .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم كذا في الفتح .




                                                                                                          الخدمات العلمية