الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2574 حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تخرج عنق من النار يوم القيامة لها عينان تبصران وأذنان تسمعان ولسان ينطق يقول إني وكلت بثلاثة بكل جبار عنيد وبكل من دعا مع الله إلها آخر وبالمصورين وفي الباب عن أبي سعيد قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح وقد رواه بعضهم عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو هذا وروى أشعث بن سوار عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( تخرج عنق من النار ) قال في القاموس : العنق بالضم وبضمتين وكأمير وكصرد الجيد ويؤنث والجماعة من الناس . وقال المنذري في الترغيب بعد ذكر هذا الحديث : العنق بضم العين والنون أي طائفة وجانب من النار . وقال الطيبي : أي طائفة منها ، و " من " بيانية .

                                                                                                          قال القاري : والأظهر أنها تتعلق بقوله " يخرج " كما أن قوله : ( يوم القيامة ) ظرف له . قال : والظاهر أن المراد بالعنق الجيد على ما هو المعروف في اللغة إذ لا صارف عن ظاهره . والمعنى أنه تخرج قطعة من النار على هيئة الرقبة الطويلة ، انتهى .

                                                                                                          قلت : الأمر عندي كما قال القاري والله تعالى أعلم ( يقول ) بصيغة التذكير وهو بدل من " ينطق " أو حال ( وإني وكلت بثلاثة ) أي وكلني الله بأن أدخل هؤلاء الثلاثة النار وأعذبهم بالفضيحة على رءوس الأشهاد ( بكل جبار عنيد ) قال في النهاية : الجبار هو المتمرد العاتي ، والعنيد الجائر عن القصد ، الباغي الذي يرد الحق مع العلم به .




                                                                                                          الخدمات العلمية