الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2605 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن معبد بن خالد قال سمعت حارثة بن وهب الخزاعي يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ متكبر قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح [ ص: 279 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 279 ] قوله : ( أخبرنا سفيان ) هو الثوري ( عن معبد بن خالد ) مرير الجدلي من جديلة قيس الكوفي ثقة عابد من الثالثة ( سمعت حارثة بن وهب الخزاعي ) هو أخو عبيد الله بن عمر لأمه له صحبة نزل الكوفة كذا في تهذيب التهذيب .

                                                                                                          قوله : ( ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف ) هو برفع كل لأن التقدير كل ضعيف إلخ ولا يجوز أن يكون بدلا من أهل ( متضعف ) قال النووي : ضبطوه بفتح العين وكسرها ، المشهور الفتح ولم يذكر الأكثرون غيره ومعناه يستضعفه الناس ويحتقرونه ويتجبرون عليه لضعف حاله في الدنيا ، يقال تضعفه واستضعفه وأما رواية الكسر فمعناها متواضع متذلل خامل واضع من نفسه . قال القاضي : وقد يكون الضعف هاهنا رقة القلوب ولينها وإخباتها للإيمان . والمراد أن أغلب أهل الجنة هؤلاء كما أن معظم أهل النار القسم الآخر ، وليس المراد الاستيعاب في الطرفين ( لو أقسم على الله لأبره ) قال النووي : معناه لو حلف يمينا طمعا في كرم الله تعالى بإبراره لأبره ، وقيل : لو دعاه لأجابه ، يقال : أبررت قسمه وبررته والأول هو المشهور ، انتهى .

                                                                                                          وقال في المجمع : لو أقسم على الله أي لو حلف على وقوع شيء لأبره أي أوقعه الله إكراما له وصيانة له من الحنث ، لعظم منزلته عنده وإن احتقر عند الناس ، انتهى ( كل عتل ) بضم العين والتاء بعدها لام ثقيلة . قال النووي : هو الجافي الشديد الخصومة بالباطل ، وقيل : الجافي الفظ الغليظ ( جواظ ) بفتح الجيم وتشديد الواو وبالظاء المعجمة هو الجموع المنوع ، وقيل كثير اللحم المختال في مشيته . وقيل غير ذلك ( متكبر ) أي صاحب الكبر وهو بطر الحق وغمط الناس .

                                                                                                          قوله . ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد والشيخان والنسائي وابن ماجه .




                                                                                                          الخدمات العلمية