الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2678 حدثنا مسلم بن حاتم الأنصاري البصري حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري عن أبيه عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال قال أنس بن مالك قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسي ليس في قلبك غش لأحد فافعل ثم قال لي يا بني وذلك من سنتي ومن أحيا سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة وفي الحديث قصة طويلة قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ومحمد بن عبد الله الأنصاري ثقة وأبوه ثقة وعلي بن زيد صدوق إلا أنه ربما يرفع الشيء الذي يوقفه غيره قال وسمعت محمد بن بشار يقول قال أبو الوليد قال شعبة حدثنا علي بن زيد وكان رفاعا ولا نعرف لسعيد بن المسيب عن أنس رواية إلا هذا الحديث بطوله وقد روى عباد بن ميسرة المنقري هذا الحديث عن علي بن زيد عن أنس ولم يذكر فيه عن سعيد بن المسيب قال أبو عيسى وذاكرت به محمد بن إسمعيل فلم يعرفه ولم يعرف لسعيد بن المسيب عن أنس هذا الحديث ولا غيره ومات أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين ومات سعيد بن المسيب بعده بسنتين مات سنة خمس وتسعين

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن أبيه ) هو عبد الله بن المثنى بن عبد الله ( عن علي بن زيد ) هو ابن جدعان . قوله : ( قال لي ) أي وحدي أو مخاطبا لي من بين أصحابي ( يا بني ) بضم الباء تصغير ابن وهو تصغير لطف ومرحمة ، ويدل على جواز هذا لمن ليس ابنه ومعناه اللطف ، وأنك عندي بمنزلة ولدي في الشفقة ( إن قدرت ) أي استطعت والمراد اجتهد قدر ما تقدر ( أن تصبح وتمسي ) أي تدخل في [ ص: 371 ] وقت الصباح والمساء ، والمراد جميع الليل والنهار ( ليس في قلبك ) الجملة حال من الفاعل تنازع فيه الفعلان ، أي وليس كائنا في قلبك ( غش ) بالكسر ضد النصح الذي هو إرادة الخير للمنصوح له ، ( لأحد ) وهو عام للمؤمن والكافر ، فإن نصيحة الكافر أن يجتهد في إيمانه ، ويسعى في خلاصه من ورطة الهلاك باليد واللسان والتآلف بما يقدر عليه من المال ، كذا ذكر الطيبي ( فافعل ) جزاء ، كناية عما سبق في الشرط أي افعل نصيحتك ( وذلك ) أي خلو القلب من الغش ، قال الطيبي : وذلك إشارة إلى أنه رفيع المرتبة أي بعيد التناول ( من سنتي ) أي طريقتي ( ومن أحيا سنتي ) أي أظهرها وأشاعها بالقول أو العمل ( فقد أحياني ومن أحياني ) كذا في النسخ الحاضرة من الإحياء في المواضع الثلاثة ، وأورد صاحب المشكاة هذا الحديث نقلا عن الترمذي بلفظ : من أحب سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة من الإحباب في المواضع الثلاثة ، فالظاهر أنه قد وقع في بعض نسخ الترمذي ، هكذا والله تعالى أعلم ( كان معي في الجنة ) أي معية مقاربة لا معية متحدة في الدرجة . قال الله تعالى : ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم الآية ( وفي الحديث قصة طويلة ) لم أقف على من أخرج هذا الحديث بالقصة الطويلة فلينظر من أخرجه بها .

                                                                                                          قوله : ( وعلي بن زيد صدوق ) وضعفه غير واحد من أئمة الحديث ( وكان رفاعا ) بفتح الراء وتشديد الفاء أي كان يرفع الأحاديث الموقوفة كثيرا ( وقد روى عباد ) بن ميسرة ( المنقري ) بكسر الميم وسكون النون البصري المعلم لين الحديث عابد من السابعة ( ولا غيره ) بالنصب عطف على هذا الحديث ( ومات أنس بن مالك سنة ثلاث وتسعين ومات سعيد بن المسيب بعده بسنتين إلخ ) مقصود الترمذي بهذا أن المعاصرة بين أنس وبين سعيد بن المسيب ثابتة فيمكن سماعه منه ) .




                                                                                                          الخدمات العلمية