الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في الثوب الأخضر

                                                                                                          2812 حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط عن أبيه عن أبي رمثة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه بردان أخضران قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبيد الله بن إياد وأبو رمثة التيمي يقال اسمه حبيب بن حيان ويقال اسمه رفاعة بن يثربي

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا عبيد الله بن إياد بن لقيط ) السدوسي أبو السليل بفتح المهملة وكسر اللام وآخره لام أيضا الكوفي ، كان عريف قومه ، صدوق لينه البزار وحده من السابعة ( عن أبيه ) هو إياد بكسر أوله ثم تحتانية ابن لقيط السدوسي ثقة من الرابعة ( عن أبي رمثة ) بكسر أوله وسكون الميم بعدها مثلثة ، صحابي ، روى عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعنه إياد بن لقيط وثابت بن أبي منقذ .

                                                                                                          قوله : ( رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعليه بردان أخضران ) وفي رواية لأحمد : وعليه ثوبان أخضران . أي : مصبوغان بلون الخضرة وهو أكثر لباس أهل الجنة كما وردت به الأخبار ذكره [ ص: 79 ] ميرك ، وقد قال تعالى : عاليهم ثياب سندس خضر وهو أيضا من أنفع الألوان للأبصار ومن أجملها في أعين الناظرين .

                                                                                                          قال القاري : ويحتمل أنهما كانا مخطوطين بخطوط خضر ، كما ورد في بعض الروايات " بردان " بدل " ثوبان " والغالب أن البرود ذوات الخطوط . انتهى .

                                                                                                          قلت : هذا الاحتمال بعيد لا دليل عليه والظاهر أنهما كانا أخضرين بحتين . قال العصام : المراد بالثوبين : الإزار والرداء ، وما قيل فيه إن لبس الثوب الأخضر سنة ضعفه ظاهر ، إذ غاية ما يفهم منه أنه مباح . انتهى . قال القاري : وضعفه ظاهر ; لأن الأشياء مباحة على أصلها ، فإذا اختار المختار شيئا منها يلبسه ، لا شك في إفادة الاستحباب . انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أحمد وأبو داود والنسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية