الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2977 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن ابن المنكدر سمع جابرا يقول كانت اليهود تقول من أتى امرأته في قبلها من دبرها كان الولد أحول فنزلت نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح [ ص: 257 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 257 ] قوله : ( كانت اليهود تقول من أتى امرأة في قبلها من دبرها ) قال ابن الملك كأن يقف من خلفها ويولج في قبلها ، فإن الوطء في الدبر محرم في جميع الأديان ، ( كان الولد ) أي الحاصل بذلك الجماع ( أحول ) لتحول الواطئ عن حال الجماع المتعارف ، وهو الإقبال من القدام إلى القبل ، وبهذا سمي قبلا إلى حال خلاف ذلك من الدبر ، فكأنه راعى الجانبين ورأى الجهتين فأنتج أن جاء أحول وهو أفعل من الحول ، وهو أن تميل إحدى الحدقتين إلى الأنف والأخرى إلى الصدغ ، يقال حولت عينه يحول حولا : إذا كان بها حول فهو أحول وهي حولاء ( فنزلت ) أي ردا عليهم فيما تخايل لهم نساؤكم أي منكوحاتكم ومملوكاتكم حرث لكم أي مواضع زراعة أولادكم ، يعني هن لكم بمنزلة الأرض المعدة للزراعة ومحله القبل ، فإن الدبر موضع الفرث لا محل الحرث . فأتوا حرثكم أنى شئتم أي كيف شئتم من قيام أو قعود أو اضطجاع أو من الدبر في فرجها ، والمعنى على أي هيئة كانت فهي مباحة لكم مفوضة إليكم ، ولا يترتب منها ضرر عليكم . في شرح السنة اتفقوا على أنه يجوز للرجل إتيان الزوجة في قبلها من جانب دبرها وعلى أية صفة كانت . وعليه دل قوله تعالى : نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم أي هن لكم بمنزلة أرض تزرع ومحل الحرث هو القبل .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان .




                                                                                                          الخدمات العلمية