الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ومن سورة المائدة

                                                                                                          3043 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن مسعر وغيره عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال قال رجل من اليهود لعمر بن الخطاب يا أمير المؤمنين لو علينا أنزلت هذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا لاتخذنا ذلك اليوم عيدا فقال له عمر بن الخطاب أني أعلم أي يوم أنزلت هذه الآية أنزلت يوم عرفة في يوم الجمعة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( ومن سورة المائدة )

                                                                                                          هي مائة وثلاث وعشرون آية . قال القرطبي هي مدنية بالإجماع .

                                                                                                          قوله : ( قال رجل من اليهود ) هذا الرجل هو كعب الأحبار ، بين ذلك مسدد في مسنده والطبري في تفسيره ، والطبراني في الأوسط ، وللبخاري في المغازي من طريق الثوري عن قيس بن مسلم . أن ناسا من اليهود ، وله في التفسير من هذا الوجه بلفظ : قالت اليهود ، فيحمل على أنهم كانوا حين سؤال كعب عن ذلك جماعة وتكلم كعب على لسانهم ( لاتخذنا ذلك اليوم عيدا ) أي لعظمناه وجعلناه عيدا لنا في كل سنة لعظم ما حصل فيه من إكمال الدين ( فقال عمر إني لأعلم أي يوم أنزلت هذه الآية ، أنزلت يوم عرفة في يوم الجمعة ) .

                                                                                                          فإن قيل : كيف طابق الجواب السؤال لأنه قال : لاتخذناه عيدا ، وأجاب عمر رضي الله عنه بمعرفة الوقت والمكان ولم يقل جعلناه عيدا .

                                                                                                          والجواب : أن هذه الرواية اكتفى فيها بالإشارة ، وإلا فرواية إسحاق قد نصت على المراد ولفظه ، نزلت يوم الجمعة يوم عرفة وكلاهما بحمد الله لنا عيد ، لفظ الطبري والطبراني وهما لنا عيدان ، وكذا عند الترمذي من حديث ابن عباس أن يهوديا سأله عن ذلك فقال : نزلت في يوم عيدين : يوم جمعة ويوم عرفة ، فظهر أن الجواب تضمن أنهم اتخذوا ذلك اليوم عيدا وهو يوم [ ص: 324 ] الجمعة ، واتخذوا يوم عرفة لأنه ليلة العيد ، وهذا كما جاء في الحديث شهرا عيد لا ينقصان ، رمضان وذو الحجة . فسمى رمضان عيدا لأنه يعقبه العيد . قاله الحافظ .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري في الإيمان والتفسير وغيرهما ، ومسلم في آخر الكتاب ، والنسائي في الحج والإيمان .




                                                                                                          الخدمات العلمية