الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3057 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا يزيد بن هارون حدثنا إسمعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي بكر الصديق أنه قال يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس إذا رأوا ظالما فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد رواه غير واحد عن إسمعيل بن أبي خالد نحو هذا الحديث مرفوعا وروى بعضهم عن إسمعيل عن قيس عن أبي بكر قوله ولم يرفعوه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أنه قال يا أيها الناس ) وفي رواية أحمد : قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس ( إنكم تقرءون هذه الآية ) زاد أبو داود في روايته وتضعونها على غير مواضعها ، يعني تجرونها على عمومها وتمتنعون عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مطلقا وليس كذلك يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم انتصب أنفسكم بعليكم وهو من أسماء الأفعال ، أي الزموا إصلاح أنفسكم واحفظوها عن المعاصي ، والكاف والميم في عليكم في موضع جر لأن اسم الفعل هو الجار والمجرور لا على وحدها لا يضركم من ضل إذا اهتديتم أي فإذا ألزمتم إصلاح أنفسكم وحفظتموها ، لم يضركم إذا عجزتم عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ضلال من ضل بارتكاب المناهي إذا اهتديتم إلى اجتنابها . وليس في هذه الآية دليل على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا كان فعل ذلك ممكنا ( فلم يأخذوا على يديه ) أي لم يمنعوه عن ظلمه مع القدرة على منعه ( أن يعمهم الله بعقاب منه ) أي بنوع من العذاب .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه . وقد تقدم هذا الحديث في باب نزول العذاب إذ لم يغير المنكر من أبواب الفتن .

                                                                                                          [ ص: 336 ] قوله : ( وقد رواه غير واحد عن إسماعيل بن أبي خالد نحو هذا الحديث مرفوعا إلخ ) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره بعد ذكر هذا الحديث : قد روى هذا الحديث أصحاب السنن الأربعة وابن حبان في صحيحه وغيرهم من طرق كثيرة عن جماعة كثيرة عن إسماعيل بن أبي خالد به متصلا مرفوعا ، ومنهم من رواه عنه به موقوفا على الصديق ، وقد رجح رفعه الدارقطني وغيره .




                                                                                                          الخدمات العلمية