الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3135 حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد قرشي كوفي حدثنا أبي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا قال تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار قال هذا حديث حسن صحيح وروى علي بن مسهر عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه حدثنا بذلك علي بن حجر حدثنا علي بن مسهر عن الأعمش فذكر نحوه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : وقرآن الفجر قبله أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل فقوله وقرآن الفجر عطف على الصلاة والمراد من قرآن الفجر صلاة الفجر سميت الصلاة قرآنا لأنها لا تجوز إلا بالقرآن ( تشهده ) أي تحضر قرآن الفجر ، يعني صلاته . قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية : يقول تبارك وتعالى لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ آمرا له بإقامة الصلوات المكتوبات في أوقاتها : أقم الصلاة لدلوك الشمس قيل لغروبها قاله ابن مسعود ومجاهد وابن زيد . وقال هشيم عن مغيرة عن الشعبي عن ابن عباس : دلوكها : زوالها ، ورواه نافع عن ابن عمر ، ورواه مالك في تفسيره عن الزهري عن ابن عمر ، وقاله أبو برزة الأسلمي وهو رواية أيضا عن ابن مسعود ومجاهد ، وبه قال الحسن والضحاك وأبو جعفر الباقر وقتادة واختاره ابن جرير ومما استشهد عليه ما رواه بإسناده عن جابر بن عبد الله قال : دعوت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن شاء من أصحابه فطعموا عندي ثم خرجوا حين زالت الشمس فخرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال : اخرج يا أبا بكر فهذا حين دلكت الشمس ، فعلى هذا تكون هذه الآية دخل فيها أوقات الصلوات الخمس ، فمن قوله لدلوك الشمس إلى غسق الليل- وهو ظلامه- وقبل غروب الشمس ، أخذ منه الظهر والعصر والمغرب والعشاء وقوله وقرآن الفجر يعني صلاة الفجر . وقد بينت السنة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تواترا من أقواله وأفعاله تفاصيل [ ص: 453 ] هذه الأوقات على ما عليه أهل الإسلام اليوم مما تلقوه خلفا عن سلف وقرنا بعد قرن كما هو مقرر في مواضعه . انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد والنسائي وابن ماجه .




                                                                                                          الخدمات العلمية