الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3204 حدثنا عبد بن حميد حدثنا عثمان بن عمر عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي فقال يا عائشة إني ذاكر لك أمرا فلا عليك أن لا تستعجلي حتى تستأمري أبويك قالت وقد علم أن أبواي لم يكونا ليأمراني بفراقه قالت ثم قال إن الله تعالى يقول يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين حتى بلغ للمحسنات منكن أجرا عظيما فقلت في أي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة وفعل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما فعلت قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روي هذا أيضا عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن يونس بن يزيد ) هو ابن أبي النجار الأيلي ( عن أبي سلمة ) هو ابن عبد الرحمن بن عوف . قوله : ( فلا عليك أن لا تستعجلي ) أي فلا بأس عليك في التأني وعدم العجلة ( حتى تستأمري أبويك ) أي تشاوري وتطلبي منهما أن يبينا لك رأيهما في ذلك ، ووقع في حديث جابر عند مسلم " حتى تستشيري أبويك " يا أيها النبي قل لأزواجك وهن تسع وطلبن منه من زينة الدنيا ما ليس عنده إن كنتن تردن الحياة الدنيا أي السعة في الدنيا وكثرة الأموال وزينتها فتعالين أي أقبلن بإرادتكن واختياركن وبعده أمتعكن أي متعة الطلاق وأسرحكن سراحا جميلا أي أطلقكن من غير إضرار وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة أي الجنة فإن الله أعد للمحسنات منكن أي بإرادة الآخرة أجرا عظيما أي الجنة ( في أي هذا ) ويروى ففي أي شيء قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي .

                                                                                                          [ ص: 48 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية