الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3255 حدثنا الحسين بن حريث حدثنا وكيع عن موسى بن عبيدة عن يزيد بن أبان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مؤمن إلا وله بابان باب يصعد منه عمله وباب ينزل منه رزقه فإذا مات بكيا عليه فذلك قوله عز وجل فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه مرفوعا إلا من هذا الوجه وموسى بن عبيدة ويزيد بن أبان الرقاشي يضعفان في الحديث

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( وله ) أي مختص به ( بابان ) أي من السماء ( يصعد ) بفتح الياء ويضم أي يطلع ويرفع ( عمله ) أي الصالح إلى مستقر الأعمال وهو محل كتابتها في السماء بعد كتابتها في الأرض وفي إطلاقه العمل إشعار بأن عمله كله صالح ( ينزل ) بصيغة الفاعل أو المفعول ( رزقه ) أي الحسي أو المعنوي إلى مستقر الأرزاق من الأرض ( بكيا ) أي البابان ( عليه ) أي على فراقه لأنه انقطع خيره منهما بخلاف الكافر فإنهما يتأذيان بشره ، فلا يبكيان عليه . قاله ابن الملك ، وهو ظاهر موافق لمذهب أهل السنة على ما نقله البغوي أن للأشياء كلها علما بالله ولها تسبيح ولها خشية وغيرها ، وقيل أي بكى عليه أهلهما : وقال الطيبي انكشاف هذا تمثيل وتخييل مبالغة في فقدان من درج وانقطع خيره ، وكذلك ما روي عن ابن عباس من بكاء مصلى المؤمن وآثاره في الأرض ومصاعد عمله ومهابط رزقه في السماء تمثيل ونفي ذلك في قوله تعالى : فما بكت عليهم السماء والأرض تهكم بهم وبحالهم المنافية لحال من يعظم فقده فيقال فيه بكت عليه السماء والأرض انتهى ، وهو مخالف لظاهر الآية والحديث ولا وجه للعدول لمجرد مخالفته ظاهر العقول كذا في المرقاة ( فذلك ) أي مفهوم الحديث أو مصداقه ( قوله فما بكت عليهم إلخ ) أي لم تكن لهم أعمال صالحة تصعد في أبواب السماء فتبكي على فقدهم ولا لهم في الأرض بقاع عبدوا الله تعالى فيها فقدتهم فلهذا استحقوا أن لا ينظروا ولا يؤخروا لكفرهم وإجرامهم وعتوهم وعنادهم .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه أبو يعلى وابن أبي حاتم .

                                                                                                          [ ص: 98 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية