الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3286 حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس قال سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم آية فانشق القمر بمكة مرتين فنزلت اقتربت الساعة وانشق القمر إلى قوله سحر مستمر يقول ذاهب قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم ) هذا من مراسيل الصحابة لأن أنسا لم يدرك هذه القصة ، وقد جاءت القصة من حديث ابن عباس وهو أيضا ممن لم يشاهدها ومن حديث ابن مسعود وجبير بن مطعم وحذيفة وهؤلاء شاهدوها ( آية ) أي علامة دالة على نبوته ورسالته ( فانشق القمر بمكة مرتين ) ووقع في رواية البخاري : فأراهم القمر شقتين . قال الحافظ ما ملخصه : وفي رواية لمسلم مرتين ، وفي مصنف عبد الرزاق عن معمر بلفظ مرتين أيضا ، وكذلك أخرجه الإمامان أحمد وإسحاق في مسنديهما عن عبد الرزاق وقد اتفق الشيخان عليه من رواية شعبة عن قتادة بلفظ فرقتين . قال البيهقي : قد حفظ ثلاثة من أصحاب قتادة عنه مرتين . قال الحافظ لكن اختلف عن كل منهم في هذه اللفظة ولم يختلف على شعبة وهو أحفظهم ، ولم يقع في شيء من طرق حديث ابن مسعود بلفظ مرتين ، إنما فيه فرقتين أو فلقتين بالراء أو اللام ، وكذا في حديث ابن عمر فلقتين . وفي حديث جبير بن مطعم فرقتين . ثم ذكر الحافظ روايات عديدة وقع في بعضها : انشق باثنتين . وفي بعضها شقتين وفي بعضها قمرين . ثم قال ولا أعرف من جزم من علماء الحديث بتعدد الانشقاق في زمنه صلى الله عليه وسلم ولم يتعرض لذلك أحد من شراح الصحيحين ، وتكلم الحافظ ابن القيم على هذه الرواية فقال المرات يراد بها الأفعال تارة والأعيان أخرى والأول أكثر . ومن الثاني انشق القمر مرتين وقد خفي على بعض الناس فادعى أن انشقاق القمر وقع مرتين وهذا مما يعلم أهل الحديث والسير أنه غلط فإنه لم يقع إلا مرة واحدة ، وقد قال العماد ابن كثير في الرواية التي فيها مرتين نظر ولعل قائلها أراد فرقتين . قال الحافظ : وهذا الذي لا يتجه غيره جمعا بين الروايات انتهى .

                                                                                                          ( يقول ذاهب ) يعني أن المراد بقوله مستمر ذاهب مار لا يبقى قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الشيخان .




                                                                                                          الخدمات العلمية