الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3301 حدثنا عبد بن حميد حدثنا يونس عن شيبان عن قتادة حدثنا أنس بن مالك أن يهوديا أتى على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال السام عليكم فرد عليه القوم فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون ما قال هذا قالوا الله ورسوله أعلم سلم يا نبي الله قال لا ولكنه قال كذا وكذا ردوه علي فردوه قال قلت السام عليكم قال نعم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك إذا سلم عليكم أحد من أهل الكتاب فقولوا عليك ما قلت قال وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا يونس ) بن محمد بن مسلم المؤدب ( عن شيبان ) بن عبد الرحمن النحوي . قوله : ( وأصحابه ) بالجر ( السام عليكم ) أي لم يقل السلام عليكم بل قال السام عليكم ، والسام الموت ( فرد عليه ) أي على اليهودي ( القوم ) أي الصحابة ظانين أن اليهودي قال السلام عليكم " ما قال هذا " أي هذا اليهودي ( سلم ) أي قال السلام عليكم ( ولكنه قال كذا وكذا ) أي قال السام عليكم ( ردوه علي ) أي أرجعوا اليهودي إلي ( قلت السام عليكم ؟ ) بحذف حرف الاستفهام ( فقولوا ) أي في الرد عليه ( قال ) أي قرأ وإذا جاءوك أي اليهود حيوك أيها النبي بما لم يحيك به الله وهو قولهم السام عليكم . قال القرطبي المراد بها اليهود كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون السام عليك يريدون بذلك السلام ظاهرا وهم يعنون الموت باطنا فيقول النبي صلى الله عليه وسلم عليكم ، وفي رواية وعليكم . قال ابن عمر في الآية يريدون بذلك شتمه فنزلت هذه الآية انتهى . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد والبخاري .

                                                                                                          [ ص: 137 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية