الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3303 حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا عفان بن مسلم حدثنا حفص بن غياث حدثنا حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله عز وجل ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها قال اللينة النخلة وليخزي الفاسقين قال استنزلوهم من حصونهم قال وأمروا بقطع النخل فحك في صدورهم فقال المسلمون قد قطعنا بعضا وتركنا بعضا فلنسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لنا فيما قطعنا من أجر وهل علينا فيما تركنا من وزر فأنزل الله تعالى ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها الآية قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وروى بعضهم هذا الحديث عن حفص بن غياث عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير مرسلا ولم يذكر فيه عن ابن عباس حدثني بذلك عبد الله بن عبد الرحمن حدثنا هارون بن معاوية عن حفص بن غياث عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا قال أبو عيسى سمع مني محمد بن إسمعيل هذا الحديث

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا عفان ) بن مسلم بن عبد الله الصفار البصري ( حدثنا حبيب بن أبي عمرة ) القصاب . قوله : ( قال اللينة النخلة ) أي قال ابن عباس إن المراد من اللينة النخلة . قال الإمام البخاري : ما قطعتم من لينة نخلة ما لم تكن عجوة أو برنية . قال الحافظ : قال أبو عبيدة في تفسير هذه الآية أي من نخلة وهي من الألوان ما لم تكن عجوة أو برنية إلا أن الواو ذهبت بكسر اللام . وروى سعيد بن منصور من طريق عكرمة قال اللينة ما دون العجوة . وقال سفيان هي شديدة الصفرة تنشق عن النوى ( قال ) أي ابن عباس ( استنزلوهم ) أي أنزلوا اليهود ( فحك في صدورهم إلخ ) يقال حك الشيء في نفسي إذا لم تكن منشرح الصدر به وكان في قلبك منه شيء من الشك والريب وأوهمك أنه ذنب وخطيئة وروى الحافظ أبو يعلى في مسنده قال : حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا حفص عن ابن جريج عن سليمان بن موسى عن جابر وعن أبي الزبير عن جابر قال : رخص لهم في قطع النخل ثم شدد عليهم فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله علينا إثم فيما قطعنا أو علينا وزر فيما تركنا ؟ فأنزل الله عز وجل ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله كذا في تفسير ابن كثير ( من وزر ) بكسر الواو وسكون الزاي أي إثم . قوله : ( هذا حديث حسن [ ص: 140 ] غريب ) وأخرجه النسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه ( عن هارون بن معاوية ) بن عبيد الله بن يسار الأشعري صدوق ، من كبار العاشرة . قوله : ( قال أبو عيسى سمع مني محمد بن إسماعيل هذا الحديث ) وقد سمع هو منه أيضا حديث أبي سعيد : يا علي لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك . كما صرح به الترمذي بعد إخراجه في مناقب علي .




                                                                                                          الخدمات العلمية