الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ومن سورة التغابن

                                                                                                          3317 حدثنا محمد بن يحيى حدثنا محمد بن يوسف حدثنا إسرائيل حدثنا سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس وسأله رجل عن هذه الآية يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم قال هؤلاء رجال أسلموا من أهل مكة وأرادوا أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم أن يأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم رأوا الناس قد فقهوا في الدين هموا أن يعاقبوهم فأنزل الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم الآية قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( سورة التغابن ) مدنية في قول الأكثر وقيل هي مكية إلا ثلاث آيات من قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم إلى آخر ثلاث آيات ، وهي ثماني عشرة آية .

                                                                                                          قوله : ( حدثنا محمد بن يحيى ) الظاهر أنه الإمام الذهلي ( أخبرنا محمد بن يوسف ) الضبي مولاهم الفريابي ( أخبرنا إسرائيل ) هو ابن يونس . قوله : ( وسأله رجل ) الواو للحال ( عن هذه [ ص: 157 ] الآية ) أي عن تفسيرها يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم أي أن تطيعوهم في التخلف عن الخير كالجهاد والهجرة فإن سبب نزول الآية الإطاعة في ذلك ( قال ) أي ابن عباس ( أن يأتوا النبي صلى الله عليه وسلم ) أي مهاجرين من مكة إلى المدينة ( أن يدعوهم ) أي يتركوهم ( رأوا الناس ) أي الذين سبقوهم بالهجرة ( هموا ) كذا في النسخ الحاضرة وفي رواية ابن أبي حاتم " فهموا " بالفاء وهو الظاهر أي فأرادوا ( أن يعاقبوهم ) أي يعذبوا أزواجهم وأولادهم الذين منعوهم عن الهجرة يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم أي إن من الأزواج أزواجا والأولاد أولادا يعادونكم ويشغلونكم عن الخير وعن طاعة الله أو يخاصمونكم في أمر الدين والدنيا ، ويدخل في ذلك سبب النزول دخولا أوليا فاحذروهم أي أن تطيعوهم في التخلف عن الخير ( الآية ) بقية الآية وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم قال الخازن : هذا فيمن أقام على الأهل والولد ولم يهاجر ثم هاجر فرأى الذين قد سبقوه بالهجرة قد فقهوا في الدين فهم أن يعاقب زوجته وولده الذين ثبطوه ومنعوه عن الهجرة لما ألحقوا به ولا ينفق عليهم ولا يصيبهم بخير فأمره الله بالعفو والصفح عنهم ، انتهى . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه ابن أبي حاتم وابن جرير والطبراني .




                                                                                                          الخدمات العلمية