الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب منه

                                                                                                          3373 حدثنا قتيبة حدثنا حاتم بن إسمعيل عن أبي المليح عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يسأل الله يغضب عليه قال أبو عيسى وقد روى وكيع وغير واحد عن أبي المليح هذا الحديث ولا نعرفه إلا من هذا الوجه وأبو المليح اسمه صبيح سمعت محمدا يقوله وقال يقال له الفارسي حدثنا إسحق بن منصور حدثنا أبو عاصم عن حميد أبي المليح عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن أبي المليح ) الفارسي المدني الخواط اسمه صبيح وقيل حميد روى عن أبي صالح الخوزي وعنه حاتم بن إسماعيل وغيره وروى عنه أبو عاصم وسماه حميدا . قال مضر بن محمد عن ابن معين : ثقة ، وذكره ابن حبان في الثقات كذا في تهذيب التهذيب ( عن أبي صالح ) الخوزي بضم الخاء المعجمة وسكون الواو ثم زاي ، لين الحديث ، من الثالثة . قوله : ( إنه ) الضمير للشأن ( من لم يسأل الله يغضب عليه ) لأن ترك السؤال تكبر واستغناء وهذا لا يجوز للعبد ، ونعم ما قيل :


                                                                                                          الله يغضب إن تركت سؤاله وترى ابن آدم حين يسأل يغضب

                                                                                                          . وقال الطيبي : وذلك لأن الله يحب أن يسأل من فضله فمن لم يسأل الله يبغضه والمبغوض مغضوب عليه لا محالة انتهى . قوله : ( وقد روى وكيع ) هو ابن الجراح ( عن غير واحد عن أبي المليح هذا الحديث ) ورواه ابن ماجه في سننه عن وكيع عن أبي المليح بغير واسطة حيث قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد قالا : حدثنا وكيع حدثنا أبو المليح المدني سمعت أبا صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لم يدع الله غضب عليه " .

                                                                                                          قوله : ( أخبرنا أبو عاصم ) اسمه الضحاك بن مخلد النبيل ( عن حميد أبي المليح ) بضم الحاء مصغرا كما سماه حميدا وقيل اسمه صبيح كما تقدم ، وحديث الباب أخرجه أحمد والبخاري في الأدب المفرد وابن ماجه والحاكم والبزار كلهم عن أبي هريرة كذا في الفتح .

                                                                                                          [ ص: 222 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية