الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما يقول عند رؤية الهلال

                                                                                                          3451 حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا سليمان بن سفيان المديني حدثني بلال بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه عن جده طلحة بن عبيد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال اللهم أهلله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثني بلال بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ) التيمي المدني لين من السابعة ( عن أبيه ) أي يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي المدني ثقة من الثالثة . قوله : ( كان إذا رأى الهلال ) وهو يكون من الليلة الأولى والثانية والثالثة ثم هو قمر ( اللهم أهلله ) بصيغة الأمر من الإهلال قال الطيبي : يروى مدغما ومفكوكا أي أطلعه ( علينا ) مقترنا ( باليمن ) أي البركة وفي بعض النسخ بالأمن ( والإيمان ) أي بدوامه ( والسلامة ) أي عن كل مضرة وسوء ( والإسلام ) أي دوامه . قال القاري : قال بعض المحققين من علمائنا : الإهلال في الأصل رفع الصوت نقل منه إلى رؤية الهلال لأن الناس يرفعون أصواتهم إذا رأوه بالإخبار عنه ؛ ولذلك سمي الهلال هلالا نقل منه إلى طلوعه لأنه سبب لرؤيته ومنه إلى إطلاعه . وفي الحديث بهذا المعنى : أي أطلعه علينا وأرنا إياه مقترنا بالأمن والإيمان أي باطنا والسلامة والإسلام أي ظاهرا ، ونبه بذكر الأمن والسلامة على طلب دفع كل مضرة وبالإيمان والإسلام على جلب كل منفعة على أبلغ وجه وأوجز عبارة انتهى .

                                                                                                          ( ربي وربك الله ) خطاب للهلال على طريق الالتفات . ولما توسل به لطلب الأمن والإيمان دل على عظم شأن الهلال فقال ملتفتا إليه : ربي وربك الله تنزيها للخالق أن يشارك في تدبير ما خلق ورد الأقاويل داحضة في الآثار العلوية . قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أحمد والدارمي والحاكم وابن حبان وزاد : والتوفيق لما تحب وترضى .

                                                                                                          [ ص: 292 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية