الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3509 حدثنا إبراهيم بن يعقوب حدثنا زيد بن حباب أن حميدا المكي مولى ابن علقمة حدثه أن عطاء بن أبي رباح حدثه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قلت يا رسول الله وما رياض الجنة قال المساجد قلت وما الرتع يا رسول الله قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا زيد بن حباب ) العكلي ( أن حميدا المكي مولى ابن علقمة ) في التقريب مجهول ، في الخلاصة قال : البخاري لا يتابع . وفي تهذيب التهذيب : له في الترمذي حديث واحد : إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا . قوله : ( إذا مررتم برياض الجنة ) الرياض جمع الروضة وهي أرض مخضرة بأنواع النبات يقال لها بالفارسية مرغزار ( فارتعوا ) في القاموس . رتع كمنع رتعا ورتوعا ورتاعا بالكسر أكل وشرب ما شاء في خصب وسعة أو هو الأكل والشرب رغدا في الريف ( قال المساجد ) وفي حديث أنس الآتي : حلق الذكر ، ولا تنافي بينهما لأن حلق الذكر تصدق بالمساجد وغيرها فهي [ ص: 345 ] أعم وخصت المساجد هنا ؛ لأنها أفضل وجعل المساجد رياض الجنة بناء على أن العبادة سبب للحصول في رياض الجنة ( قلت وما الرتع يا رسول الله قال سبحان الله والحمد لله إلخ ) وضع الرتع موضع القول لرعاية المناسبة لفظا ومعنى ؛ لأن هذا القول سبب لنيل الثواب الجزيل ، والرتع هنا كما في قوله تعالى : يرتع وهو أن يتسع في أكل الفواكه والمستلذات والخروج إلى التنزه في الأرياف والمياه كما هو عادة الناس إذا خرجوا إلى الرياض ثم اتسع واستعمل في الفوز بالثواب الجزيل وتلخيص معنى الحديث " إذا مررتم بالمساجد فقولوا هذا القول " . قاله الطيبي . قوله : ( هذا حديث غريب ) في سنده حميد المكي وهو مجهول كما عرفت .




                                                                                                          الخدمات العلمية