الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3628 حدثنا محمد بن إسمعيل حدثنا محمد بن سعيد حدثنا شريك عن سماك عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بم أعرف أنك نبي قال إن دعوت هذا العذق من هذه النخلة أتشهد أني رسول الله فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل ينزل من النخلة حتى سقط إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال ارجع فعاد فأسلم الأعرابي قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا محمد بن إسماعيل ) هو الإمام البخاري ( حدثنا محمد بن سعيد ) بن سليمان الكوفي أبو جعفر بن الأصبهاني يلقب حمدان ، ثقة ثبت من العاشرة ( عن سماك ) بن حرب ( عن أبي ظبيان ) اسمه حصين بن جندب بن الحارث . قوله : ( بم أعرف ) أي : من معجزاتك " إن " بكسر الهمزة " دعوت " بصيغة المتكلم " هذا العذق " بكسر العين المهملة هو العرجون بما فيه من الشماريخ ، وهو للنخل كالعنقود للعنب " أتشهد " بصيغة المخاطب جزاء إن ، والمعنى : إن دعوت هذا العذق من [ ص: 72 ] هذه النخلة وجاءني نازلا منها فهل أنت تشهد بأني نبي .

                                                                                                          ووقع في المشكاة يشهد بصيغة الغائب قال القاري في المرقاة : إن دعوت بكسر الهمزة في أكثر الأصول ، وفي بعضها بفتحها وهو الأظهر أي : بأن دعوت هذا العذق من هذه النخلة يشهد أي : حال كون العذق يشهد أني رسول الله ، وقال الطيبي : إن دعوت جواب لقوله بما أعرف أي : بأني إن دعوته يشهد . انتهى ، ومقتضاه أن يكون ( يشهد ) مجزوما بصيغة الغائب ، والمعنى تعرف بأني إن دعوته يشهد ، وقال شارح : " إن " للشرط و " يشهد " جزاؤه ، أو للمصدرية و " يشهد " جملة حالية . انتهى .

                                                                                                          وظاهره : أن يكون يشهد على الأول مخاطبا مجزوما كما في نسخة يعني من المشكاة ليكون جواب الأعرابي بنعم مقدرا ، أو النبي -صلى الله عليه وسلم- لم ينتظر جوابه إذ ليس له جواب صواب غيره . انتهى ما في المرقاة ( فدعاه ) أي : العذق ( حتى سقط إلى النبي -صلى الله عليه وسلم ) أي : وقع على الأرض منتهيا إليه -صلى الله عليه وسلم- ( ثم قال ) أي : للعذق ( فعاد ) أي : رجع إلى ما كان عليه . قوله : ( هذا حديث حسن غريب صحيح ) في سنده شريك القاضي وهو صدوق يخطئ كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة .




                                                                                                          الخدمات العلمية