الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3700 حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود حدثنا السكن بن المغيرة ويكنى أبا محمد مولى لآل عثمان حدثنا الوليد بن أبي هشام عن فرقد أبي طلحة عن عبد الرحمن بن خباب قال شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحث على جيش العسرة فقام عثمان بن عفان فقال يا رسول الله علي مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله ثم حض على الجيش فقام عثمان بن عفان فقال يا رسول الله علي مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله ثم حض على الجيش فقام عثمان بن عفان فقال يا رسول الله علي ثلاث مائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عن المنبر وهو يقول ما على عثمان ما عمل بعد هذه ما على عثمان ما عمل بعد هذه قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث السكن بن المغيرة وفي الباب عن عبد الرحمن بن سمرة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا السكن بن المغيرة ) البزاز البصري صدوق من السابعة ( أخبرنا الوليد بن أبي هشام ) أخو هشام أبي المقدام المدني صدوق من السادسة ( عن فرقد أبي طلحة ) مجهول من الرابعة ( عن عبد الرحمن بن خباب ) بخاء معجمة وموحدتين ، الأولى ثقيلة : السلمي بضم السين وقيل : بفتحها وهم من زعم أنه ابن خباب بن الأرت صحابي نزل البصرة له حديث قاله الحافظ . قلت : هو هذا الحديث . قوله : ( وهو يحث ) بضم الحاء وتشديد المثلثة أي : يحض المؤمنين ويحرضهم ( على جيش العسرة ) أي : على تجهيزه ( علي ) بتشديد الياء ( مائة بعير بأحلاسها وأقتابها ) الأحلاس : جمع حلس بالكسر وسكون اللام ، وهو كساء رقيق يجعل تحت البرذعة ، والأقتاب : جمع قتب بفتحتين وهو رحل صغير على قدر سنام البعير ، وهو للجمل كالإكاف لغيره ، يريد على هذه الإبل بجميع أسبابها [ ص: 132 ] وأدواتها ( علي مائتا بعير ) أي : غير تلك المائة لا بانضمامها كما يتوهم قاله القاري . قلت : في رواية أحمد خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فحث على جيش العسرة فقال عثمان بن عفان : علي مائة بعير بأحلاسها وأقتابها ، قال : ثم حث ؛ فقال عثمان : علي مائة أخرى بأحلاسها وأقتابها ، قال : ثم نزل مرقاة من المنبر ثم حث ، فقال عثمان بن عفان : علي مائة أخرى بأحلاسها وأقتابها ، فرواية أحمد هذه ترد قول القاري هذا ( علي ثلاثمائة بعير ) قال القاري : فالمجموع ستمائة بعير ، قلت : لا بل المجموع ثلاثمائة بعير كما عرفت آنفا " ما على عثمان " " ما " هذه نافية بمعنى ليس ، وفي قوله : " ما عمل بعد هذه " موصولة اسم ليس أي : ليس عليه ولا يضره الذي يعمل في جميع عمره بعد هذه الحسنة ، والمعنى : أنها مكفرة لذنوبه الماضية مع زيادة سيئاته الآتية كما ورد في ثواب صلاة الجماعة ، وفيه إشارة إلى بشارة له بحسن الخاتمة ، وقيل : " ما " فيه إما موصولة أي : ما بأس عليه الذي عمله من الذنوب بعد هذه العطايا في سبيل الله ، أو مصدرية أي : ما على عثمان عمل من النوافل بعد هذه العطايا ؛ لأن تلك الحسنة تنوب على جميع النوافل ، قال المظهر أي : ما عليه أن لا يعمل بعد هذه من النوافل دون الفرائض ؛ لأن تلك الحسنة تكفيه عن جميع النوافل ، كذا في المرقاة . قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه أحمد . قوله : ( وفي الباب عن عبد الرحمن بن سمرة ) أخرجه الترمذي بعد هذا .




                                                                                                          الخدمات العلمية