الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3725 حدثنا عبد الله بن أبي زياد حدثنا الأحوص بن جواب أبو الجواب عن يونس بن أبي إسحق عن أبي إسحق عن البراء قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشين وأمر على أحدهما علي بن أبي طالب وعلى الآخر خالد بن الوليد وقال إذا كان القتال فعلي قال فافتتح علي حصنا فأخذ منه جارية فكتب معي خالد كتابا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشي به قال فقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ الكتاب فتغير لونه ثم قال ما ترى في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال قلت أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله وإنما أنا رسول فسكت قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه [ ص: 158 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 158 ] قوله : ( حدثنا عبد الله بن أبي زياد ) القطواني ( عن يونس بن أبي إسحاق ) السبيعي الكوفي ( عن أبي إسحاق ) السبيعي ( عن البراء ) أي : ابن عازب . قوله : ( بعث النبي -صلى الله عليه وسلم ) أي : أرسل " إذا كان القتال فعلي " أي : فالأمير علي ( يشي به ) في القاموس : وشى به إلى السلطان وشيا ووشاية أي : نم وسعى ( فقرأ الكتاب ) ، وفي حديث بريدة عند أحمد فقرئ عليه ( فتغير لونه ) أي : لون وجهه لغضبه -صلى الله عليه وسلم- " في رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " أي : أراد بذلك وجود حقيقة المحبة ، وإلا فكل مسلم يشترك مع علي في مطلق هذه الصفة ، وفي الحديث تلميح بقوله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فكأنه أشار إلى أن عليا تام الاتباع لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - حتى اتصف بصفة محبة الله له ولهذا كانت محبته علامة الإيمان وبغضه علامة النفاق . قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) تقدم هذا الحديث في باب من يستعمل على الحرب من أبواب الجهاد .




                                                                                                          الخدمات العلمية