الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3726 حدثنا علي بن المنذر الكوفي حدثنا محمد بن فضيل عن الأجلح عن أبي الزبير عن جابر قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا يوم الطائف فانتجاه فقال الناس لقد طال نجواه مع ابن عمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انتجيته ولكن الله انتجاه قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الأجلح وقد رواه غير ابن فضيل أيضا عن الأجلح ومعنى قوله ولكن الله انتجاه يقول الله أمرني أن أنتجي معه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن الأجلح ) هو ابن عبد الله بن حجية ( دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليا يوم الطائف فانتجاه ) قيل : أي : دعاه يوم أرسله إلى الطائف ( فانتجاه ) قال في القاموس : ناجاه مناجاة ونجاء ساره وانتجاه خصه [ ص: 159 ] بمناجاته ( فقال الناس ) أي : المنافقون ، أو عوام الصحابة قاله القاري " ما انتجيته " أي : ما خصصت بالنجوى " ولكن الله انتجاه " أي : إني بلغته عن الله ما أمرني أن أبلغه إياه على سبيل النجوى فحينئذ انتجاه الله لا انتجيته فهو نظير قوله تعالى وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى قال الطيبي كان ذلك أسرارا إلهية وأمورا غيبية جعله من خزانها . انتهى ، قال القاري : وفيه أن الظاهر أن الأمر المتناجى به من الأسرار الدنيوية المتعلقة بالأخبار الدينية من أمر الغزو ونحوه إذ ثبت في صحيح البخاري أنه : سئل علي -كرم الله وجهه- : هل عندكم شيء ليس في القرآن ؟ فقال والذي خلق الحبة وبرأ النسمة ، ما عندنا إلا ما في القرآن ; إلا فهما يعطاه رجل في كتابه وما في الصحيفة ، وقيل : ما في الصحيفة ؟ فقال : العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر .




                                                                                                          الخدمات العلمية