الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3731 حدثنا القاسم بن دينار الكوفي حدثنا أبو نعيم عن عبد السلام بن حرب عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روي من غير وجه عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم ويستغرب هذا الحديث من حديث يحيى بن سعيد الأنصاري

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن يحيى بن سعيد ) هو الأنصاري . قوله : ( عن سعد بن أبي وقاص أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعلي " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " ) تقدم شرحه قريبا . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري ومسلم ، قوله : ( أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لعلي " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " إلخ ) قال الطيبي : تحريره من جهة علم المعاني أن قوله مني خبر للمبتدأ ومن اتصالية ومتعلق الخبر خاصة ، والباء زائدة كما في قوله تعالى فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به أي : فإن آمنوا إيمانا مثل إيمانكم ، يعني : أنت متصل بي ونازل مني منزلة هارون من موسى ، وفيه تشبيه ، ووجه الشبه منه لم يفهم أنه -رضي الله عنه- فيما شبهه به -صلى الله عليه وسلم- فبين بقوله : إلا أنه لا نبي بعدي أن اتصاله به ليس من جهة النبوة فبقي الاتصال من جهة الخلافة ؛ لأنها تلي النبوة في المرتبة إما أن يكون حال حياته ، أو بعد مماته ، فخرج من أن يكون بعد مماته ؛ لأن هارون -عليه السلام- مات قبل موسى فتعين [ ص: 162 ] أن يكون في حياته عند مسيره إلى غزوة تبوك ، قوله : ( وفي الباب عن سعد وزيد بن أرقم وأبي هريرة وأم سلمة ) أما حديث سعد وهو ابن أبي وقاص فقد أخرجه الترمذي قبل هذا بأربعة أبواب ، وأما حديث زيد بن أرقم فأخرجه الطبراني بإسنادين في أحدهما ميمون أبو عبد الله البصري وثقه ابن حبان ، وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح ، وأما حديث أبي هريرة فلينظر من أخرجه ، وأما حديث أم سلمة فأخرجه أبو يعلى والطبراني .

                                                                                                          قال الهيثمي في إسناد أبي يعلى : محمد بن سلمة بن كهيل وثقه ابن حبان وضعفه غيره وبقية رجاله رجال الصحيح ، وقال عن عامر بن سعد عن أبيه وعن أم سلمة ، وقال الطبراني : عن عامر بن سعد عن أبيه عن أم سلمة ، فالله أعلم . انتهى ، وفي الباب أيضا عن أبي سعيد وأسماء بنت عميس وابن عباس وحبشي بن جنادة وابن عمر وعلي نفسه وجابر بن سمرة وأبي أيوب ، والبراء بن عازب كما في مجمع الزوائد .




                                                                                                          الخدمات العلمية