الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب من فضائل أبي بن كعب رضي الله عنه

                                                                                                          3898 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود أخبرنا شعبة عن عاصم قال سمعت زر بن حبيش يحدث عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ عليه لم يكن الذين كفروا وقرأ فيها إن ذات الدين عند الله الحنيفية المسلمة لا اليهودية ولا النصرانية ولا المجوسية من يعمل خيرا فلن يكفره وقرأ عليه لو أن لابن آدم واديا من مال لابتغى إليه ثانيا ولو كان له ثانيا لابتغى إليه ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا تراب ويتوب الله على من تاب قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روي من غير هذا الوجه رواه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن وقد رواه قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( فضل أبي بن كعب رضي الله عنه ) هو أبي بن كعب الأنصاري الخزرجي ، كان يكتب للنبي -صلى الله عليه وسلم- الوحي ، وهو أحد الستة الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأحد الفقهاء الذين كانوا يفتون على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- [ ص: 272 ] وكان أقرأ الصحابة لكتاب الله تعالى . كناه النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا المنذر ، وعمر أبا الطفيل ، وسماه النبي -صلى الله عليه وسلم- سيد الأنصار ، وعمر سيد المسلمين ، مات بالمدينة سنة تسع عشرة .

                                                                                                          قوله : ( أخبرنا أبو داود ) هو الطيالسي ( عن عاصم ) بن بهدلة . قوله : " إن الدين عند الله الحنيفية " أي : الشريعة المائلة عن كل دين باطل فهي حنيفية في التوحيد ، وأصل الحنف : الميل ، والحنيف : المائل إلى الإسلام الثابت عليه ، والحنيف عند العرب من كان على دين إبراهيم عليه السلام " المسلمة " أي : المنسوبة إلى الإسلام " من يعمل خيرا فلن يكفره " بضم التحتية وفتح الفاء على بناء المجهول أي : لن يعدم ثوابه ولن يحرمه بل يشكره الله له ويجازيه به " وقرأ عليه لو أن لابن آدم واديا إلخ " تقدم شرحه في باب لو كان لابن آدم واديان من مال من أبواب الزهد . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد ، والحاكم قال الحافظ في الفتح إسناده جيد ( وروى عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب إلخ ) وصله أحمد في مسنده ( وقد روى قتادة عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأبي إلخ ) وصله أحمد والشيخان والنسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية