الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في فضل المدينة

                                                                                                          3914 حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عمرو بن سليم الزرقي عن عاصم بن عمرو عن علي بن أبي طالب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بحرة السقيا التي كانت لسعد بن أبي وقاص فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوني بوضوء فتوضأ ثم قام فاستقبل القبلة ثم قال اللهم إن إبراهيم كان عبدك وخليلك ودعا لأهل مكة بالبركة وأنا عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة أن تبارك لهم في مدهم وصاعهم مثلي ما باركت لأهل مكة مع البركة بركتين قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وفي الباب عن عائشة وعبد الله بن زيد وأبي هريرة [ ص: 284 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 284 ] قوله : ( أخبرنا الليث ) هو ابن سعد ( عن عمرو بن سليم ) الزرقي ( عن عاصم بن عمرو ) بالواو ، ويقال : عاصم بن عمر بغير الواو حجازي مدني ثقة من الثالثة . قوله : ( حتى إذا كان بحرة السقيا ) بضم السين المهملة وسكون القاف موضع بين المدينة ووادي الصفراء ، والحرة بفتح المهملة : أرض ذات حجارة سود " ائتوني بوضوء " بفتح الواو أي : بماء الوضوء " إن إبراهيم كان عبدك وخليلك " من الخلة وهي الصداقة ، والمحبة التي تخللت القلب فملأته " ودعا لأهل مكة بالبركة " بقوله وارزقهم من الثمرات الآية " وأنا عبدك ورسولك " لم يذكر الخلة لنفسه مع أنه خليل أيضا ؛ تواضعا ورعاية للأدب مع أبيه " أدعوك لأهل المدينة أن تبارك لهم في مدهم وصاعهم " أي : فيما يكال بهما بركة " مثلي ما باركت لأهل مكة مع البركة بركتين " أي : أدعوك أن تضاعف لهم البركة ضعفي ما باركته لأهل مكة بدعاء إبراهيم . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه الطبراني في الأوسط بإسناد جيد قوي كذا في الترغيب وأخرجه أيضا أحمد . قوله : ( وفي الباب عن عائشة وعبد الله بن زيد وأبي هريرة ) أما حديث عائشة فأخرجه الشيخان ، وأما حديث عبد الله بن زيد ، وهو ابن عاصم فأخرجه مسلم ، وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الترمذي في باب ما يقول إذا رأى الباكورة من الثمر من أبواب الدعوات .




                                                                                                          الخدمات العلمية