الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3917 حدثنا محمد بن بشار حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن يموت بها وفي الباب عن سبيعة بنت الحارث الأسلمية قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أيوب السختياني

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن أيوب ) هو السختياني . قوله : " من استطاع " أي : قدر " أن يموت بالمدينة " أي : يقيم بها حتى يدركه الموت ثمت ( فليمت بها ) أي : فليقم بها حتى يموت فهو حث على لزوم الإقامة بها " فإني أشفع لمن يموت بها " أي : أخصه بشفاعتي غير العامة زيادة في إكرامه ، قال الطيبي : أمر له بالموت بها وليس ذلك من استطاعته بل هو إلى الله تعالى ، لكنه أمر بلزومها ، والإقامة بها بحيث لا يفارقها فيكون ذلك سببا لأن يموت فيها ، فأطلق المسبب وأراد السبب كقوله تعالى : فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون . قوله : ( وفي الباب عن سبيعة بنت الحارث الأسلمية ) أخرجه الطبراني في الكبير بنحو حديث ابن عمر قال المنذري : ورواته محتج بهم في الصحيح إلا عبد الله بن عكرمة روى عنه جماعة ، ولم يجرحه أحد ، وقال البيهقي : هو خطأ ، وإنما هو عن صميتة كما تقدم . انتهى . قلت : أشار بقوله ما تقدم إلى حديث صميتة امرأة من بني ليث أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : من استطاع منكم أن لا يموت إلا بالمدينة فليمت بها . الحديث أخرجه ابن حبان في صحيحه ، والبيهقي قوله : ( هذا حديث حسن صحيح غريب ) وأخرجه أحمد وابن ماجه وابن حبان في صحيحه ، والبيهقي .




                                                                                                          الخدمات العلمية