الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      باب النية في الوضوء

                                                                                                      75 أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربي عن حماد والحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن ابن القاسم حدثني مالك ح وأخبرنا سليمان بن منصور قال أنبأنا عبد الله بن المبارك واللفظ له عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنية وإنما لامرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله فهجرته إلى الله وإلى رسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      75 ( إنما الأعمال بالنية ) لا بد من محذوف يتعلق به الجار والمجرور فقدره بعضهم [ ص: 59 ] بالكون المطلق وقيل يقدر تعتبر ، وقيل تصح ، وقيل تكمل ( وإنما لامرئ ما نوى ) قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام الجملة الأولى لبيان ما يعتبر من الأعمال ، والثانية ما يترتب عليها ، وقال النووي أفادت الجملة الثانية اشتراط تعيين المنوي ، كمن عليه صلاة فائتة لا يكفيه أن ينوي الفائتة فقط حتى يعينها ظهرا مثلا أو عصرا ، وقال ابن السمعاني في أماليه أفادت أن الأعمال الخارجة عن العبادة لا تفيد الثواب إلا إذا نوى بها فاعلها القربة ، كالأكل إذا نوى به القوة على الطاعة ( فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله ) إلى آخره اتحد الشرط والجزاء في الجملتين ، [ ص: 60 ] والقاعدة تغايرهما لقصد التعظيم في الجملة الأولى ، والتحقير في الثانية




                                                                                                      الخدمات العلمية