الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      150 أخبرنا قتيبة عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة فقال السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أني قد رأيت إخواننا قالوا يا رسول الله ألسنا إخوانك قال بل أنتم أصحابي وإخواني الذين لم يأتوا بعد وأنا فرطهم على الحوض قالوا يا رسول الله كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك قال أرأيت لو كان لرجل خيل غر محجلة في خيل بهم دهم ألا يعرف خيله قالوا بلى قال فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      150 ( خرج إلى المقبرة ) بتثليث الباء والكسر قليل ( السلام عليكم دار قوم ) قال صاحب المطالع دار منصوب على الاختصاص أو النداء المضاف ، والأول أظهر قال ويصح الخفض على البدل من الكاف والميم في عليكم ، والمراد بالدار على هذين الوجهين الأخيرين الجماعة أو أهل الدار ، وعلى الأول مثله أو المنزل ( وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) قال النووي أتى بالاستثناء مع أن الموت لا شك فيه ، وللعلماء فيه أقوال أظهرها أنه ليس للشك ، ولكنه صلى الله عليه وسلم قاله للتبرك وامتثال أمر الله - تعالى - في قوله تعالى ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ( وددت أني قد رأيت إخواننا ) أي في الحياة ( بل أنتم أصحابي ) قال النووي : ليس نفيا لأخوتهم ، ولكن ذكر مرتبتهم الزائدة بالصحبة ، فهؤلاء إخوة صحابة ، والذين لم يأتوا إخوة ليسوا بصحابة ( وأنا فرطهم على الحوض ) قال الهروي وغيره : معناه أنا أتقدمهم على الحوض ، يقال : فرطت القوم إذا تقدمتهم لترتاد لهم الماء وتهيئ [ ص: 95 ] لهم الدلاء والرشاء ( في خيل دهم ) جمع أدهم وهو الأسود ( بهم ) جمع بهيم ، فقيل : هو الأسود أيضا ؛ وقيل : البهيم الذي لا يخالط لونه لونا سواه ، سواء كان أبيض أو أسود أو أبيض أو أحمر بل يكون لونه خالصا




                                                                                                      الخدمات العلمية