الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      المؤلفة قلوبهم

                                                                                                      2578 أخبرنا هناد بن السري عن أبي الأحوص عن سعيد بن مسروق عن عبد الرحمن بن أبي نعم عن أبي سعيد الخدري قال بعث علي وهو باليمن بذهيبة بتربتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعة نفر الأقرع بن حابس الحنظلي وعيينة بن بدر الفزاري وعلقمة بن علاثة العامري ثم أحد بني كلاب وزيد الطائي ثم أحد بني نبهان فغضبت قريش وقال مرة أخرى صناديد قريش فقالوا تعطي صناديد نجد وتدعنا قال إنما فعلت ذلك لأتألفهم فجاء رجل كث اللحية مشرف الوجنتين غائر العينين ناتئ الجبين محلوق الرأس فقال اتق الله يا محمد قال فمن يطيع الله عز وجل إن عصيته أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني ثم أدبر الرجل فاستأذن رجل من القوم في قتله يرون أنه خالد بن الوليد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      2578 ( علقمة بن علاثة ) بضم العين المهملة وتخفيف اللام ومثلثة ( صناديدهم ) العظماء والأشراف والرءوس ، الواحد صنديد بكسر الصاد ( مشرف الوجنتين ) تثنية وجنة مثلث [ ص: 88 ] الواو , وهي أعلى الخد ( إن من ضئضئ هذا قوما ) بضادين معجمتين مكسورتين بينهما همزة ساكنة وآخره همزة هو الأصل ويقال : ضئضيء بوزن قنديل ، يريد أنه يخرج من نسله وعقبه ( يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم ) جمع حنجرة وهي رأس الغلصمة حيث تراه ناتئا من خارج الحلق ، قال القاضي عياض : فيه تأويلان أحدهما : معناه لا تفقهه قلوبهم ولا ينتفعون بما تلوا منه ، ولا لهم حظ سوى تلاوة الفم والحنجرة والحلق ؛ إذ بهما تقطيع الحروف ، والثاني : معناه لا يصعد لهم عمل ولا تلاوة ولا تتقبل ( يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم ) أي يخرجون منه خروج السهم إذا نفذ الصيد من جهة أخرى ولم يتعلق به شيء منه ( من الرمية ) هي الصيد المرمي ، فعيلة بمعنى مفعولة وقيل : هي كل دابة مرمية ( لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ) [ ص: 89 ] أي قتلا عاما مستأصلا كما قال تعالى : فهل ترى لهم من باقية




                                                                                                      الخدمات العلمية