الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      باب النهي عن رمي جمرة العقبة قبل طلوع الشمس

                                                                                                      3064 أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ قال حدثنا سفيان عن سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن الحسن العرني عن ابن عباس قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أغيلمة بني عبد المطلب على حمرات يلطح أفخاذنا ويقول أبيني لا ترموا جمرة العقبة حتى تطلع الشمس

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      3064 ( أغيلمة ) قال الخطابي : هو تصغير الغلمة ، وكان القياس غليمة ، لكنهم ردوه إلى أفعلة فقالوا : أغيلمة ، كما قالوا : أصيبية فى تصغير صبية ، وقال الجوهري : الغلام جمعه غلمة ، وإن كانوا لم يقولوه ( على حمرات ) جمع حمرة جمع تصحيح ( فجعل يلطح أفخاذنا ) قال أبو داود : اللطح الضرب اللين ، وقال في النهاية : هو الضرب الخفيف بالكف ، وجعل هذه من أفعال باب المقاربة من القسم الذي للشروع ( أبيني ) قال في النهاية : اختلف في هذه اللفظة فقيل : هو تصغير ابني كأعمى وأعيمى ، وهو اسم مفرد يدل على الجمع ، وقيل : إن ابنا يجمع على أبناء مقصورة أو ممدودا ، وقيل : هو تصغير ابن وفيه نظر ، قال ابن الحاجب في أماليه : قوله صلى الله عليه وسلم : أبيني لا ترموا جمرة العقبة الأولى أن يقال : إنه تصغير بني مجموعا ، وكان أصل بني بنيون أضفته إلى ياء المتكلم فصار بنيوي فى الرفع ، وبنيي في النصب والجر ، فوجب أن تقلب الواو ياء وتدغم على ما هو قياسها ، مثل قولك : ضاربي وكذلك النصب والجر ، ولذلك كان لفظ ضاربي في الأحوال الثلاث سواء كرهوا اجتماع الياءات والكسرة فقلبوا اللام إلى موضع الفاء ، فصار أبيني ، وليس في هذا الوجه إلا قلب اللام إلى موضع الفاء ، وهو قريب لما ذكرناه من الاستثقال في قلب الواو المضمومة همزة وهو جائز قياسا ، وهذا أولى من قول من يقول : إنه تصغير أبناء رد إلى الواحد ؛ وروعي مشاكلة الهمزة لأنه لو كان تصغيره لقيل : أبيناي ، ولم يرد إلى الواحد ؛ لأن أفعالا من جمع القلة فتصغر من غير رد كقولك : أجيمال ، وهو أيضا أولى من قول من قال أنه جمع ابنا مقصور على وزن أفعل اسم جمع للأبناء صغر وجمع بالواو والنون لأنه لا يعرف ذلك مفردا فلا ينبغي أن يحمل الجمع عليه ولأنه لا يجمع أفعل اسما جمع التصحيح .

                                                                                                      [ ص: 272 ] [ ص: 273 ] [ ص: 274 ] [ ص: 275 ] [ ص: 276 ] [ ص: 277 ]



                                                                                                      الخدمات العلمية