الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                      4727 أخبرنا إسمعيل بن مسعود قال حدثنا خالد قال حدثنا حاتم عن سماك ذكر أن علقمة بن وائل أخبره عن أبيه أنه كان قاعدا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل يقود آخر بنسعة فقال يا رسول الله قتل هذا أخي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أقتلته قال يا رسول الله لو لم يعترف أقمت عليه البينة قال نعم قتلته قال كيف قتلته قال كنت أنا وهو نحتطب من شجرة فسبني فأغضبني فضربت بالفأس على قرنه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لك من مال تؤديه عن نفسك قال يا رسول الله مالي إلا فأسي وكسائي فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أترى قومك يشترونك قال أنا أهون على قومي من ذاك فرمى بالنسعة إلى الرجل فقال دونك صاحبك فلما ولى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قتله فهو مثله فأدركوا الرجل فقالوا ويلك إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن قتله فهو مثله فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله حدثت أنك قلت إن قتله فهو مثله وهل أخذته إلا بأمرك فقال ما تريد أن يبوء بإثمك وإثم صاحبك قال بلى قال فإن ذاك قال ذلك كذلك أخبرنا زكريا بن يحيى قال حدثنا عبيد الله بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا أبو يونس عن سماك بن حرب أن علقمة بن وائل حدثه أن أباه حدثه قال إني لقاعد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل يقود آخر نحوه

                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                      4727 ( إن قتله فهو مثله ) قال النووي : الصحيح في تأويله أنه مثله في أنه لا فضل ولا منة لأحدهما على الآخر ؛ لأنه يستوفي حقه منه بخلاف ما لو عفا عنه ، فإنه يكون له الفضل والمنة وجزيل ثواب الآخرة ، وجميل الثناء في الدنيا ، وقيل : فهو مثله في أنه قاتل ، وإن [ ص: 17 ] اختلفا في التحريم والإباحة لكنهما استويا في طاعتهما الغضب ومتابعة الهوى . قال : وإنما قال النبي [ ص: 18 ] صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ الذي هو صادق فيه إيهاما لمقصود صحيح ، وهو التوصل إلى العفو .




                                                                                                      الخدمات العلمية