الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ سبب تسمية الرسول لخراش بالقتال ]

قال ابن إسحاق [ ص: 414 ] : حدثني ، سعيد بن أبي سندر الأسلمي ، عن رجل من قومه قال : كان معنا رجل يقال له أحمر بأسا ، وكان رجلا شجاعا ، وكان إذا نام غط غطيطا منكرا لا يخفى مكانه ، فكان إذا بات في حيه بات معتنزا ، فإذا بيت الحي صرخوا يا أحمر ، فيثور مثل الأسد ، لا يقوم لسبيله شيء . فأقبل غزي ، من هذيل يريدون حاضره حتى إذا دنوا من الحاضر ، قال ابن الأثوع الهذلي : لا تعجلوا علي حتى أنظر فإن كان في الحاضر أحمر فلا سبيل إليهم ، فإن له غطيطا لا يخفى ، قال : فاستمع ، فلما سمع غطيطه مشى إليه حتى وضع السيف في صدره ، ثم تحامل عليه حتى قتله ، ثم أغاروا على الحاضر ، فصرخوا يا أحمر ولا أحمر لهم فلما كان عام الفتح وكان الغد من يوم الفتح ، أتى ابن الأثوع الهذلي حتى دخل مكة ينظر ويسأل عن أمر الناس ، وهو على شركه فرأته خزاعة ، فعرفوه ، فأحاطوا به وهو إلى جنب جدار من جدر مكة ، يقولون : أأنت قاتل أحمر ؟ قال : نعم ، أنا قاتل أحمر فمه ؟ قال : إذ أقبل خراش بن أمية مشتملا على السيف . فقال : هكذا عن الرجل ، و والله ما نظن إلا أنه يريد أن يفرج الناس عنه . فلما انفرجنا عنه حمل عليه ، فطعنه بالسيف في بطنه . فوالله [ ص: 415 ] لكأني أنظر إليه وحشوته تسيل من بطنه ، وإن عينيه لترنقان في رأسه وهو يقول : أقد فعلتموها يا معشر خزاعة ؟ حتى انجعف فوقع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشر خزاعة ، ارفعوا أيديكم عن القتل ، فقد كثر القتل إن نفع ، لقد قتلتم قتيلا لأدينه

قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي ، عن سعيد بن المسيب ، قال : لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع خراش بن أمية ، قال : إن خراشا لقتال يعيبه بذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية