الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الحسن بن عرفة بن يزيد .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صاحب الجزء المشهور المروي ، وقد جاوز المائة بعشر سنين ، وقيل : بسبع . وكان له عشرة من الولد سماهم بأسماء العشرة ، رضي الله عنهم . وقد وثقه يحيى بن معين وغيره ، وكان يتردد إلى الإمام أحمد ، وكان مولده في سنة خمسين ومائة ، وتوفي في هذه السنة عن مائة وسبع سنين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      زيد بن أخزم الطائي . والرؤاسي ، ذبحهما الزنج في جملة من قتلوا من أهل البصرة كما قدمنا قصتهم - قبحهم الله - وما قتلوا من المسلمين رحمهم [ ص: 539 ] الله . وعلي بن خشرم ، وأبو سعيد الأشج ; أحد مشايخ مسلم الذين يكثر عنهم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      والعباس بن الفرج أبو الفضل الرياشي ، النحوي اللغوي ، كان عالما بأيام العرب والسير ، وكان كثير الاطلاع ، ثقة عالما ، روى عن الأصمعي وأبي عبيدة وغيرهما ، وعنه إبراهيم الحربي ، وأبو بكر بن أبي الدنيا وغيرهما . قتل الرياشي بالبصرة في هذه السنة ، قتله الزنج فيمن قتلوا ، ذكره القاضي ابن خلكان في " الوفيات " ، وحكى عنه عن الأصمعي أنه قال : مر بنا أعرابي ينشد ابنه ، فقلنا له : صفه لنا . فقال : كأنه دنينير . فقلنا : لم نره . فلم نلبث أن جاء يحمله على عنقه أسيدا كأنه جعل . فقلنا : لو سألتنا عن هذا لأرشدناك ، إنه منذ اليوم يلعب هاهنا مع الغلمان . ثم أنشد الأصمعي :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      نعم ضجيع الفتى إذا برد ال ليل سحيرا وقرقف الصرد     زينها الله في الفؤاد كما
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      زين في عين والد ولد

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية