الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      خلافة المستكفي بالله أبي القاسم عبد الله بن المكتفي بن المعتضد

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      لما رجع توزون إلى بغداد وقد خلع المتقي لله وسمله ، استدعى بعبد الله بن المكتفي ، فبايعه على الخلافة ، ولقب بالمستكفي بالله ، وذلك في العشر الأواخر من صفر من هذه السنة ، وجلس توزون بين يديه ، وخلع عليه المستكفي خلعة سنية ، وكان المستكفي مليح الشكل ربعة ، حسن الجسم والوجه ، أبيض اللون [ ص: 163 ] مشربا حمرة ، أكحل ، أقنى الأنف ، خفيف العارضين ، وكان عمره يوم بويع بالخلافة إحدى وأربعين سنة ، وأحضر المتقي بين يديه ، وبايعه وأخذ منه البردة والقضيب ، واستوزر أبا الفرج محمد بن علي السامري ، ولم يكن إليه من الأمر شيء ، وإنما الذي يتولى الأمور ابن شيرزاد ، وحبس المتقي في السجن ، وطلب المستكفي أبا القاسم الفضل بن المقتدر - وهو الذي ولي الخلافة بعد ذلك ، ولقب المطيع لله - فاختفى منه ، ولم يظهر مدة خلافة المستكفي ، فأمر المستكفي بهدم داره التي عند دجلة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية